نام کتاب : فتح السلام شرح عمدة الأحكام من فتح الباري نویسنده : عبد السلام العامر جلد : 1 صفحه : 19
(إنّما تجزون ما كنتم تعملون) وكقوله: (وما تجزون إلاَّ ما كنتم تعملون) وقوله: (إنّما على رسولنا البلاغ المبين) وقوله: (ما على الرّسول إلاَّ البلاغ).
ومن شواهده قول الأعشى:
ولست بالأكثر منهم حصىً ... وإنّما العزّة للكاثر
يعني: ما ثبتت العزّة إلاَّ لمن كان أكثر حصىً.
قال ابن دقيق العيد: استدل على إفادة إنّما للحصر بأنّ ابن عبّاس استدل على أنّ الرّبا لا يكون إلاَّ في النّسيئة بحديث " إنّما الرّبا في النّسيئة " [1] وعارضه جماعة من الصّحابة في الحكم , ولَم يخالفوه في فهمه , فكان كالاتّفاق منهم على أنّها تفيد الحصر.
وتعقّب: باحتمال أن يكونوا تركوا المعارضة بذلك تنزّلاً.
وأمّا مَن قال: يحتمل أن يكون اعتمادهم على قوله " لا ربا إلاَّ في النّسيئة " لورود ذلك في بعض طرق الحديث المذكور، فلا يفيد ذلك في ردّ إفادة الحصر، بل يقوّيه ويشعر بأنّ مفاد الصّيغتين عندهم واحد، وإلاَّ لَمَا استعملوا هذه موضع هذه.
وأوضح من هذا حديث " إنّما الماء من الماء " [2] فإنّ الصّحابة [1] أخرجه البخاري في " صحيحه " (2178) ومسلم (1596) واللفظ له. من حديث أسامة بن زيد - رضي الله عنه -. وسيأتي إن شاء الله في باب الربا ما يتعلّق بشيء من فقهه. [2] أخرجه مسلم (343) من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -. وانظر الحديث رقم (38)
نام کتاب : فتح السلام شرح عمدة الأحكام من فتح الباري نویسنده : عبد السلام العامر جلد : 1 صفحه : 19