نام کتاب : فتح السلام شرح عمدة الأحكام من فتح الباري نویسنده : عبد السلام العامر جلد : 1 صفحه : 40
ولهذا كان بعض السّلف يقول: لأن تقبل لي صلاة واحدة أحبّ إليّ من جميع الدّنيا، قاله ابن عمر. قال: لأنّ الله تعالى قال: إنّما يتقبّل الله من المتّقين. (1)
قوله: (أحدث) زاد البخاري: قال رجلٌ من حضرموت: ما الحدث يا أبا هريرة؟ قال: فساءٌ أو ضراطٌ " أي: وجد منه الحدث، والمراد به الخارج من أحد السّبيلين.
وإنّما فسّره أبو هريرة بأخصّ من ذلك تنبيهاً بالأخفّ على الأغلظ؛ ولأنّهما قد يقعان في أثناء الصّلاة أكثر من غيرهما.
وأمّا باقي الأحداث المختلف فيها بين العلماء - كمسّ الذّكر ولمس المرأة والقيء ملء الفم والحجامة - فلعل أبا هريرة كان لا يرى النّقض بشيءٍ منها. وعليه مشى البخاري كما قال " باب من لَم ير الوضوء إلاَّ من المخرجين ".
وقيل: إنّ أبا هريرة اقتصر في الجواب على ما ذكر , لعلمه أنّ السّائل كان يعلم ما عدا ذلك، وفيه بُعد.
(1) أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (31/ 146) من طريق هشام بن يحيى عن أبيه , قال: دخل سائلٌ إلى ابن عمر , فقال لابنه: أعطه ديناراً فأعطاه. فلمَّا انصرف , قال ابنه عقيل: تقبل الله منك يا أبتاه , فقال: لو علمتُ أنَّ الله تقبَّل منّي سجدةً واحدةً. أو صدقةَ درهمٍ لَم يكن غائبٌ أحبَّ إليَّ من الموت , تدري ممن يتقبل الله؟ إنما يتقبل الله من المتقين.
وجاء عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - أيضاً , أخرجه ابن المبارك في " الزهد " (87)
نام کتاب : فتح السلام شرح عمدة الأحكام من فتح الباري نویسنده : عبد السلام العامر جلد : 1 صفحه : 40