نام کتاب : شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح نویسنده : ابن مالك جلد : 1 صفحه : 59
فمنها قول ورقة بن نوفل (يا ليتنى أكون حيًا إذ يخرجك قومُك) فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (أو مخرجِىَّ هم؟) [2].
قلت: يظن أكثر الناس أن "يا" التي تليها "ليت" حرف نداء, والمنادى محذوف.
فتقدير قول ورقة على هذا: يا محمَّد، ليتني كنت حيًا. وتقدير قوله تعالى {يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ} [3]:يا قوم ليتنى كنت معهم. (4)
وهذا الرأي عندي ضعيف؛ لأن قائل "يا ليتني" قد يكون وحده، فلا يكون معه منادَّى ثابت ولا محذوف، كقول مريم عليها السلام [5] {يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا} [6].
ولأن الشيء إنما يجوز حذفه مع صحة المعنى بدونه إذا كان الموضع الذي ادّعي فيه حذفه [7] مستعملًا فيه ثبوته.
كحذف المنادى قبل أمر أو دعاء، فانه يجوز حذفه لكثرة [8] ثبوته، فإنّ الأمر والداعي [9] يحتاجان إلى توكيد اسم المأمور والمدعوّ بتقديمه على الأمر والدعاء.
واستعمل ذلك كثيرًا حتى صار موضعه منبهًا عليه إذا حذف، فحسن حذفه لذلك. فمن ثبوته قبل الأمر {يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} [10] {يَا بَنِي [2] صحيح البخاري 1/ 6. وينظر 9/ 38. [3] النساء 4/ 73.
(4) سقط من ج: يا قوم ليتني كنت معهم. [5] عليها السلام: سقط من أ. [6] مريم 19/ 23. [7] ج: ادعي حذفه فيه. [8] سقطت من بعد هذه الكلمة ورقة من ب، [9] د: أو الداعى. تحريف. [10] سورة البقرة 2/ 35.
نام کتاب : شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح نویسنده : ابن مالك جلد : 1 صفحه : 59