الحديث الخامس والأربعون
وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: أَرْسَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِأُمِّ سَلَمَةَ لَيْلَةَ النَّحْرِ، فَرَمَتِ الجَمْرَةَ قَبْلَ الفَجْرِ، ثُمَّ مَضَتْ فَأَفَاضَتْ. رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَإِسْنَادُهُ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ [1].
حديث عائشة - رضي الله عنها - رواه أبو داود والبيهقي من طريق الضحاك بن عثمان عن عائشة - رضي الله عنها - ووقع في هذا الحديث اضطراب في السند والمتن.
جاء في بعض ألفاظ الحديث (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمرها أن توافيه في صلاة الصبح بمكة) وهذه اللفظة منكرة استنكرها الإمام أحمد ويحيى بن سعيد وغيرهم.
والنبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي الفجر بمزدلفة فكيف يأمرها أن توافيه بمكة؟
وكذلك أعل الحديث بالإرسال.
وعلى كل حال فمسألة تعجل النساء إن كُنَّ ضعيفات في آخر الليل إلى مزدلفة هذا جاء في أحاديث صحاح.
كما في حديث أسماء - رضي الله عنها - تقدم ذكره.
وفي الصحيحين عن ابن عمر بأنه كان يقدم ضعفة أهله إلى منى [2]. [1] ضعيف: أخرجه أبو داود (1942).
فيه: الضحاك بن عثمان قال أبو زرعة: ليس بالقوي.
وقد رواه الشافعي في «الأم» (2/ 180) والطحاوي (2/ 218) بطرق مختلفة مرسلة.
ورجح الإمام أحمد الإرسال وقال أحمد: وهذا أيضًا عجب، وما يصنع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم النحر بمكة.
وقد أعله غير واحد من أهل العلم بالاضطراب.
وضعفه العلامة الألباني في تحقيق سنن أبي داود. [2] رواه البخاري (1592)، ومسلم (1295).