وهل هناك فدية في النكاح أو الخطبة؟ الصحيح أنه ليس هناك في النكاح ولا في الخطبة فدية.
إذًا الخطبة والعقد محرمان ولا فدية فيها.
فإن قال قائل: هذا الحديث عارضه ما رواه البخاري من حديث ابن عباس أن النبي تزوج ميمونة وهو محرم؟
فالجواب من وجوه:
1 - أن ميمونة - رضي الله عنها - نفسها كما في صحيح مسلم قالت (أن النبي تزوجها وهو حلال) [1].
2 - قول أبي رافع: (تزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - ميمونة وهو حلال وكنت السفير بينهما) [2] أخرجه أحمد والترمذي وغيرهما وفي إسناده مطر الوراق.
3 - أن زواج النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو حلال موافق للنهي هنا عن نكاح المحرم، وما توهمه بعضهم من التخصيص ليس بشيء [3].
4 - أن يزيد بن الأصم ابن أخت ميمونة يخبر عن خالته أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تزوجها وهو حلال، كما أخرج مسلم [4] في كتاب النكاح، وليته أخرجه في كتاب الحج، وأخبر بذلك عمر بن عبد العزيز حينما سأله عن هذا وقبل عمر بن عبد العزيز قوله: كما رواه عبد الرزاق بإسناد صحيح، ولا شك أن الإنسان إذا كان من أهل البيت فهو أعلم بحال قريباته. [1] رواه مسلم (1411). [2] رواه الترمذي (841)، وأحمد (6/ 392 رقم 27241) وابن حبان (9/ 438، 442)، والدارقطني (3/ 262)، والطبراني في الكبير (1/ 310)، والبيهقي (7/ 211)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 264). [3] انظر سنن البيهقي (7/ 58). [4] سبق.