نام کتاب : شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن نویسنده : الطيبي جلد : 2 صفحه : 720
276 - وعن علي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يوشك أن يأتي على الناس زمان لا يبقى من الإسلام إلا اسمه، ولا يبقى من القرآن إلا رسمه، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى، علماؤهم شر من تحت أديم السماء، من عندهم تخرج الفتنة، وفيهم تعود)) رواه البيهقي في ((شعب الإيمان)) [276].
ـــــــــــــــــــــــــــــ
القلب وتبيينه، وتميزها وتغيظها تشبه لشدة غليانها بالكفار بغيظ المغتاظ وتميزه واضطرابه عند الغضب.
الحديث السابع والعشرون عن علي: قوله: ((أن يأتي)) أتى متعد إلى مفعول واحد بلا واسطة، فعدى بعلى ليشعر بأن الزمان عليهم حينئذ بعد أن كان لهم. وفي معناه قول الجرهمي:
أتت دون ذاك الدهر أيام جرهم وطارت [بذاك] العيش عنقاء مغرب
وخص القرآن بالرسم والإسلام بالاسم دلالة على مراعاة القراء لفظ القرآن من التجويد في حفظ مخارج حروفه، وتحسين الألحان فيه؛ دون التفكر في معانيه، والامتثال بأوامره، والانتهاء عن نواهيه، وليس كذلك الإسلام؛ فإن الاسم باق، والمسمى مدروس، فإن الزكاة التي شرعت للشفقة على خلق الله اندرست، ولم يبق منها عين ولا أثر، وأكثر الناس ساهون عن الصلاة تاركونها، وليس أحد يأمرهم بالمعروف فيقيمونها، وعلى هذا قوله: ((وهي خراب من الهدى)) أي من ذي الهدى أو الهادي؛ لأنه لو وجد الهادي لوجد هدي، فأطلق الهدي وأريد الهادي على سبيل الكناية، وهو يحتمل معنيين: أحدهما أن خراب المساجد من أجل عدم الهادي الذي ينفع الناس بهداه في أبواب الدين ويرشدهم إلى طريق الخير. وثانيهما أن خرابها لوجود هداة السوؤ الذين يزيغون الناس ببدعتهم وضلالتهم، وتسميتهم بالهداة من باب التهكم كما في قوله تعالى: {وأضل فرعون قومه وما هدى} ((الكشاف)): تهكم به في قوله تعالى: {وما أهديكم إلا سبيل الرشاد} ولهذا المعنى عقب هذه الجملة على سبيل الاستئناف لبيان الموجب بقوله: {علماؤهم شر من تحت أديم السماء} إلى آخره. و ((في)) في ((فيهم تعود)) كفى في قولهم: {أو لتعودن في ملتنا} وقوله: {ولأصلبنكم في جذوع النخل} أي يستقر
نام کتاب : شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن نویسنده : الطيبي جلد : 2 صفحه : 720