فابن خلكان حين عرف به ذكر له هذا الكتاب فقال: "أبو عبد الله محمد ابن علي ... شرح صحيح مسلم شرحاً جيداً سماه "كتاب المعلم بفوائد كتاب مسلم [9].
وكذلك ابن خلدون ذكر له هذا الكتاب حين تكلم على صحيح مسلم الذي اعتنى به علماء المغرب مجمعين على تفضيله: "وأمّا صحيح مسلم فكثرت عناية علماء المغرب به وأكبوا عليه وأجمعوا على تفضيله على كتاب البخاري من غير الصحيح مما لم يكن على شرطه، وأ كثر ما يقع له في التراجم.
وأملى عليه الإِمام المازري من فقهاء المالكية شرحاً وسماه "المعلم بفوائد مسلم" المشتمل على عيون من علم الحديث، وفنون من الفقه" [10].
وقد مهد هذا الشرح للكثير من الكاتبين فنهجوا منهجه، وسلكوا مسلكه، وفتح باب الصلة به الحافظ عياض بن موسى اليحصبي (544) في كتابه الإِكمال. وصريقته أنه يذكر ما ذكره صاحب الأصل أولاً ثم يعقب عليه بكلامه. وقد بين أن المعلم: إنما هو دروس، ولو أن صاحبه توفر لتأليفه لكان غاية الإِبداع فوق ما أبدع فيه، وهو مجرد دروس.
طريقته:
طريقة المعلم طريقة مبتكرة حيث إن صاحبه ركز فيها بحوثه على الاستنتاج الاستنباط مقدماً ذلك على غيره. وله في ذلك أغراض متعددة خدم بها الكتاب خدمة جُلَّى لم يسبقه إليها سابق ولذا حظي بهذه العناية دون غيره من الكتب. [9] الوفيات (ج 4 ص 285). [10] المقدمة (ص 801).