والوجه الثاني: أن يكون خرج مخرج المقابلة للفظ [79] الأول، لأنه قال في أوله: "ما حق الله على العباد؟ ". ولا شك أن لله على عباده [80] حقاً فاتبع اللفظ الثاني الأول كما قال تعالى: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ} [81] وقال تعالى: {فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ} [82].
32 - وأما قوله في الحديث: "وَأخْبَرَ بِهَا مُعَاذٌ عِنْدَ مَوْتِهِ تَأثُّمًا" (ص 61).
قال الهروي في تفسير غير هذا الحديث: تأثم الرجل، إذا فعل فعلاً يخرج به من الاثم. وكذلك تحنث، ألقى الحنث عن نفسه، وتحرج ألقى الحرج عن نفسه. قال الشيخ: والأظهر عندي أنه لم يرد في هذا الحديث هذا المعنى [83] لأن في سياقه ما يدل على خلافه.
33 - قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث ابن الدُّخْشُم [84]: "ألَيْسَ يَشْهَدُ أَنَّهُ [85] لاَ إلَهَ إلاَّ الله وأنِّي رَسُولُ الله؟ فَقَالُوا: إنَّهُ يَقُولُ ذَلِكَ وَمَا هو فِي قَلْبِهِ.
فَقَال - صلى الله عليه وسلم - [86] لاَ يَشْهَدُ أحَدٌ أنْ لاَ إلَهَ إلاَّ الله وَأنِّي رَسُولُ الله فَيَدْخُلَ النَّار"، الحديث (ص 61). [79] في (ب) "باللفظ". [80] في (ب) "في عباده". [81] (54) آل عمران. [82] (79) التوبة. [83] في (أ) "المعنى" مقطوعة. [84] في (ب) "ابن الدخشن" وفي مسلم "مالك بن دخشم" فالصواب ما في (أ) لكن الميم مقطوعة من ابن الدخشم وفي مسلم "مالك بن دخشم" بتنكير دخشم. [85] الذي في مسلم "أن لا إله إلا الله"، وكذلك في (ب). [86] في مسلم قال: لا يشهد إلخ ... وما هنا وهو قوله. فقال - صلى الله عليه وسلم - تواطأت عليه نسختان.