النظير مع سعة التفكير، وانضاف إلى ذلك سيلان قلمه في تحاريره فبلغ رتبة ممتازة.
والقاضي عبد الوهاب هو أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن نصر البغدادي (422هـ)، وكان أبو بكر الباقلاني يعجب به لذبّه عن المذهب المالكى لقوة عارضته وتمكنه. وادى هذا الذي اجتمع للقاضي عبد الوهاب بالمازري أن يصرف عنايته الفائقة لكتابه "التلقين" لأن يشرحه شرحاً ممتازاً يظهر فيه تأثره به في الغوص الفقهي وسعة التحليل في إبداء النظر الثاقب في التحريرات الفقهية، والتدقيقات العلمية.
مدرسته:
تتنوع مدرسة المازري الفقهية إلى ثلاثة أصول هى: تلاميذه، وكتبه التي تعنى بالفقه، وفتاويه.
أما تلاميذه، فكثرة والمعروف منهم بأكثرية هم من الوافدين على إفريقيه إذ أن هؤلاء يحرصون كل الحرص على الأخذ عنه أو يراسلونه طلباً للإِجازة، وقد عدّ بعضا منهم في "شجرة النور الزكية". وتتبعتُ ما ذكره المؤرخون في تراجمهم للذين أخذوا عن المازري.
الميانشي:
ومن تلاميذه الإفريقيين وأشهرهم الميانشي[9] ولم يذكره في "شجرة النور الزكية" وهو الذي حكى عن المازري بسملته في الفرض. وهو أبو حفص عمر بن عبد المجيد المتوفي سنة (583). [9]الميانشي نسبة إلى ميانش جاء في معجم البلدان (بالفتح وتشديد الثاني وبعد الألف نون مكسورة وشين) قرية من قرى المهدية بينها وبين المهدية نصف فرسخ.