وفي أثناء عودته من رحلته صحب ابن نادر إلى وفاته بالإِسكندرية، ولقي أبا طاهر بن عوف، وأبا عبد الله بن مسلم القرشي، وأبا طاهر السّلَفِي، وأبا زكرياء الزِّناتي، وغيرهم.
وكتب إليه أبو بكر الطرطوشي، وأبو الحسن بن مشرف الأنماطي.
روايته عن المازري: وحين صدوره من رحلته قصد المهدية ولقي أبا عبد الله المازري فسمع منه بعض كتاب "المعلم"، وأجاز له باقيه. أفاده ابن الأبَّار في ترجمة ابن سعادة.
وسَعيُ ابن سعادة للقاء المازري، مع أنه ملأ وطابه من المشرق وسمع من أولئك الجِلَّة، يدل على أن سمعة المازرى جعلته لا يكتفي بمن سمع منهم فقصده في صدوره بالمهدية كما أن إكتفاءه بالرواية عن المازري دون قصد غيره يدل على اقتناع، لأن المهدية وإن كان بها فحول العلماء غير أنهم لم يتعاطوا علم الحديث، بخلاف المازري فإنه شق طريقه لعلم الحديث بشرح "مسلم". وشرحه "لمسلم" انتشرت روايته عنه فهذا محمد بن يوسف بن سعادة لم يغفل رواية "المعلم" فأخذها مقسمة بين السماع والإِجازة. والظاهر أنه إنما أخذ قسما منه إجازة بعد أخذه لقسم بالسماع لأن إقامته بالمهدية لم تطل فلذلك اكتفى بالإِجازة.
وله "فهرست" حافلة. وقال ابن الأبّار في "تكملة الصلة": روى عنه لنا أكابر شيوخنا [28].
وتوفي ابن سعادة أول يوم من المحرم سنة (566) ومولده سنة (496). [28] التكملة ج2 ص 505).