نام کتاب : المسالك في شرح موطأ مالك نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 80
ومن الأشياء الّتي تستحق التوقُّف، نقْلُه أنَّ والد أبي بكر ابن العربيّ -وقد كان حريصا على إيراد كلّ ما يتعلّق به في هذه التّرجمة- توفي بمصر سنة:493هـ، مناقضا بها ما سجله بقوله: "رجع [ابن العربيّ] إلى الأندلس بعد أن دفن أباه في رحلته، أظنه ببيت القدس".
ومن تمام عنايته بوالد أبي بكر ابن العربيّ أن ينقل عن أبي بكر بن طُرخان عنه قوله [1]: "صحبتُ ابن حزم سبعة أعوام، وسمعتُ منه جميع مصنَّفاته سوى المجلد الأخير من كتاب "الفِصَل" وقرأنا من كتاب "الإيصال" له أربع مجلّدات [2] ولم يفتني شيء من تواليفه سوى هذا".
وكذلك ذكر أن والد ابن العربيّ كان من كبار أصحاب أبي محمّد ابن حزم الظّاهريّ، بخلاف ابنه القاضي أبي بكر فإنّه منافِرٌ لابن حزم، يَحُطٌ عليه بنفس ثائرة.
وهذا الحرص على إثبات العلاقة بين والد ابن العربيّ وابن حزم؛ إنّما هو مقدِّمة ليَنْفُثَ من خلالها ما قد نستشعره من ضيق بهذه المنافرة، ومن تبرُّمٍ [1] في السير: 20/ 201، والتذكرة: 1251. [2] في التّذْكِرة: "سبع مجلدات في سنة ستة خمسين، وهو أربع وعشرون مجلدا"، وفي هذه الصفحهْ من التّذْكِرة ورد هذا الخبر منسوبا لابن العربيّ وفيه إبهام لم يدفعه إلَّا التصريح أنّ صاحب القول هو والد ابن العربيّ كما هو مصرَّح به في السِّيَر، وقْد يشفع للذَّهبَي، أنّه صرَّحَ بالنّقل عن أبي محمّد بن العربيّ خبر سبب تعلُّم ابن حزم الفقه، فعطف بعبارة: "قال ابن العربيّ"، فالسِّياق قد يرفعُ الإيهامَ الّذي في السِّيَر: 20/ 202 - 203.
نام کتاب : المسالك في شرح موطأ مالك نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 80