responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس نویسنده : ابن العربي    جلد : 1  صفحه : 1192
شاة محرق) [1] أو محرقا على ما بيناه وعلى ما فعلت عائشة رضي الله عنها حين أعطت حبَّة من عنبٍ كان بين يديها، فاستحقرها الرسولُ، فنبهتُه عائشة رضي الله عنها على طريق التعظيم، وقالت له: كم ذرة فيها [2] إشارة إلى قوله تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} [3].
السادس: الثقة بالقَبولِ وينبغي للمرءِ أن يكون واثقاً به على خطرٍ منه، كما تقدم لنا في قصة عامر بن عبد الله وفي القائل له ما قال لنا دانشمند [4] قدم علينا حاجاً بمدينة السلام سنة تسعين، قال لنا شيخنا سمعتُ الأستاذ الإِمام ابن فورك [5] يقول: كنتُ في أيام الإرادةِ [6] يصحبنا فتيً من أهلها فمرضَ، فَعدتُه فألفيته يجادلُ فاسترفقت [7] له وأشفقت من حالِه ومما كان فيه من المواظبة أيام الصحبةِ ومن غلبة الخوفِ علي قلبهِ والخشيةِ، فإذا به قد فتح بصرَهُ وجرّده إلىَّ وقال: يا أبا بكرٍ لمثل هذا فليعَمل العاملون.

[1] مالك عن زيد بن أسلم عن عمرو بن معاذ الأشهلي الأنصاري عن جدته أنها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا تحقرن إحداكن أن تهدي لجارتها ولو كراع شاة محرقاً) الموطأ 2/ 997.
وأخرجه البخاري في كتاب الهبة باب الهبة وفضلها 3/ 201، ومسلم في الزكاة باب الحث على الصدقة (1030) من حديث أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: (يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة).
[2] الموطأ 2/ 997 مالك قال: بلغني أن مسكيناً استطعم عائشة أم المؤمنين وبين يديها عنب فقالت لإنسان: خذ حبَّة فأعطه إياها فجعل ينظر إليها ويعجب فقالت عائشة: أتعجب كم ترى في هذه الحبة من مثقال ذرة. والحديث ذكر السيوطي إنه أخرجه ابن سعد وعبد بن حميد من طريق عائشة رضي الله عنها أن سائلاً أتاها وعندها سلة عنب فأخذت حبَّة من عنب فأعطته فقيل لها في ذلك فقالت: هذه أثقل من ذر كثير ثم قرأت {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} الدر المنثور 8/ 597.
[3] سورة الزلزلة آية (7).
[4] هذا لقب فارسي ومعناه الشيخ الكبير وهو يعني به شيخه الغزالي.
[5] هو محمَّد بن الحسن بن فورك الأنصاري الأصبهاني الشافعي أبو بكر متكلم فقيه مفسر أصولي أديب نحوي لغوي واعظ أقام بالعراق مدة وورد الري وكثر سماعه بالبصرة وبغداد مات سنة (406 هـ)، انظر سير النبلاء 17/ 214، طبقات الشافعية للسبكي 4/ 127 - 135، طبقات الأسنوي 2/ 266، تبين كذب المفتري 332، شذرات الذهب 3/ 181، العبر 3/ 95.
[6] اتفقت النسخ على هذه العبارة ولعلها اسم مكان.
[7] في ك وم فاسترفعت له وأشفقت.
نام کتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس نویسنده : ابن العربي    جلد : 1  صفحه : 1192
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست