responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس نویسنده : ابن العربي    جلد : 1  صفحه : 365
ففيه ثلاث فوائد:
الفائدة الأولى: تعيير الجنس كله بما يفعله بعضه إذ أعاد ذلك إلى حماية الدين ولم يكن بمتعلقات الدنيا [1].
الفائدة الثانية: الإشارة إلى نقصان عقلهن الذي جبلن عليه في أصل الفطرة [2].
الثالثة: وهي أعظمها، أن معناه أنا أدعوكم إلى الحق وأنتن تردن أن تصرفنني إلى الباطل كما فعلت امرأة العزيز يوسف، فإنه كان يدعوها إلى العصمة وهي تدعوه إلى المعصية [3]. وهذه شهادة منه - صلى الله عليه وسلم - بالتبرئة ليوسف، عليه السلام. وقد مهدنا ذلك في موضعه وهذا كقوله ([4]) "الْلَهُمَّ أَعِنِّي عَلَيْهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ" [5] معناه. أعنّي عليهم

= "مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ قَالَتْ فَقُلْت يَا رَسُولَ اللِه إنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُل رَقِيقُ إذَا قَرأَ الْقُرْآنَ لَا يَمْلِكُ دمْعَهُ فَلَوْ أَمَرْتَ غَيْرَ أَبَا بَكْرٍ .. فَإِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ".
[1] قال النووي: أي في الظاهر على ما تردن وكثرة لحاحكن في طلب ما تردنه وتملن إليه. شرح النووي 4/ 140.
وقال الزرقاني: جمع صاحبة، والمراد أنهن مثلهن في إظهار خلاف ما في الباطن. والخطاب وإن كان بلفظ الجمع فالمراد به عائشة فقط، كما أن صواحب جمع والمراد زليخا فقط. ووجه الشبه أن زليخا استدعت النسوة وأظهرت لهن الإِكرام بالضيافة ومرادها زيادة على ذلك هو أن ينظرن إلى حسن يوسف ويعذرنها في محبته، وأن عائشة أظهرت سبب إرادتها صرف الإمامة عن أبيها كونه لا يسمع المأمومين القراءة لبكائه، ومرادها هي زيادة في ذلك وهو أن لا يتشاءم الناس به، وصرّحت هي بعد ذلك به فقالت: لقد راجعته وما حملني على كثرة مراجعته إلا أنه لم يقع في قلبي أن يحب ألاس بعده رجلاً قام مقامه، كما في الصحيحين شرح الزرقاني 1/ 349.
[2] ورد ذلك في الصحيح من حديث ابن عمر (عَنْ رَسُولِ الله، - صلى الله عليه وسلم -، أَنَّهُ قَالَ: يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ وَأَكْثِرْنَ الاسْتِغْفَارَ فَإِنَّي رَأَيْتكُن أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ فَقَالَتِ امْرَأَة مِنْهُن جَزِلَةً وَمَا لَنَا يَا رَسول الله أَكْثَرِ أَهْلِ النَّارِ قَالَ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتُكَفِّرْنَ الْعَشِيرَ وَمَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ. وَدِينٍ أَغْلَبَ لِذِي لُبٍّ مِنْكُنَّ ..) مسلم كتاب الإِيمان باب نقصان الإِيمان بنقص الطاعات وبيان إطلاق لفظ الكفر على غير الكفر بالله 1/ 86 - 87.
[3] وذلك في قوله تعالى: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ} سورة يوسف آية 23.
[4] في (م) - صلى الله عليه وسلم -.
[5] متفق عليه. البخاري في تفسير سورة يوسف باب قوله تعالى: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ} 6/ 96، ومسلم في صفات المنافقين باب الدخان 4/ 2156 كلاهما عن عبد الله بن مسعود.
نام کتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس نویسنده : ابن العربي    جلد : 1  صفحه : 365
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست