responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس نویسنده : ابن العربي    جلد : 1  صفحه : 478
يتفق له أن يصيب طعاماً حتى نام [1]، وروي أن عمر، رضي الله عنه، وطئ بعد النومِ فأنزل الله تعالى {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} [2] وهذا يبعد عليه ارتكابه، فإن صح فههنا تظهر المنازل وذلك لأن معصية عمر، رضي الله عنه، أوجبت شريعة وأباحت الفعل له ولجميع الأمة بما أتاهم الله تعالى من شرف المنازل ..
(وَنَهَى النبي - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْوِصَال. رِفْقاً بِهمْ، فَقَالُوا: إنَّكَ تُوَاصِلُ، فَقَالَ: لَسْتُ كَهَيْئَتِكُمْ إِنِّي أبِيتُ يُطْعِمُني ربِّي وَيَسْقِيني فَوَاصلُوا فَوَاصَلَ بِهِمْ حَتَّى آخِرِ الشَّهْرِ ثُمَّ قَالَ: لَوْ زَادَ لَزِدتُكُمْ، كَالْمُنْكِلِ لَهُمْ) [3]. وإنما نهى عن الوصال لأنه يشبه فعال أهل الكتاب ويضعف الأبدان، والمقصود العبادة مع بقاء القوة، وإنما واصلوا بعد نهيه عن الوصال لأنهم فهموا منه أنه كان نهي رِفْق لا نهي عزم، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - "فَصْلٌ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أهْلِ الْكِتَابِ أكْلَةُ السُّحُورِ" [4] [5]، ولذلك استحب مالك الفطر لمخالفة أهل [6] الكتاب وروى الترمذي (أحَبُّ عِبَادِ الله إلَى الله أعْجَلُهُمْ [7] فِطْراً)، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -، (لَا يَزَالُ

[1] روى الإِمام أحمد بإسناد فيه ابن لهيعة عن كعب بن مالك قال: كان الناس في رمضان إذا صام الرجل فأمسى فنام حرم عليه الطعام والشراب والنساء حتى يفطر من الغد، فرجع عمر من عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، ذات ليلة وقد سمر عنده فوجد امرأته قد نامت فارادها فقالت: إني نمت، فقال: ما نمت، ثم وقع بها وصنع كعب ابن مالك مثل ذلك، فغدا عمر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأخبره، فأنزل الله عَزَّ وَجَلَّ {عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ} انظر الفتح الرباني 18/ 83، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد وعزاه لأحمد وقال: وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وقد ضعف جممع الزوائد 6/ 217، وهذا إشارة منه أنه مدلّس وإذا عنعن يكون ضعيفاً، وقد صرح هنا بالتحديث، والحديث له شاهد من حديث البراء بن عازب عند البخاري، كما تقدم، ورواه ابن جرير من نفس الطريق، وقال محققه أحمد شاكر: وعندي أن سنده صحيح، وذلك أنه يصحح حديث ابن لهيعة. تفسير الطبري 3/ 497، وذكره ابن كثير في تفسيره 1/ 420 عن الطبري فقط. درجة الحديث: حسَّنه الهيثمي والسيوطي في الدر المنثور 1/ 197.
[2] سورة البقرة آية 187.
[3] متفق عليه. البخاري في الصوم باب التنكيل لمن أكثر الوصال 3/ 34، ومسلم في الصيام باب النهي عن الوصال في الصوم 2/ 774، وشرح السنة 6/ 262، والموطأ 1/ 301، وعبد الرزاق في المصنف 4/ 267 كلهم عن أبي هرَيْرَة.
[4] في (م) السحر وكذا رواية الحديث.
[5] مسلم في الصيام باب فضل السحور وتأكيد استحبابه واستحباب تأخيره وتعجيل الفطر 2/ 770 - 771 وأبو داود 2/ 757، والترمذي 3/ 88 - 89، والنسائي 4/ 146، والبغوي في شرح السنة 6/ 352من حديث عمرو بن العاص.
[6] انظر المنتقى للباجي 2/ 42.
[7] الترمذي 3/ 83 وقال حسن غريب، وابن خزيمة في صحيحه 3/ 276، والبغوي في شرح السنة 6/ 256 =
نام کتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس نویسنده : ابن العربي    جلد : 1  صفحه : 478
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست