responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس نویسنده : ابن العربي    جلد : 1  صفحه : 612
ثم اختلف المهاجرون والأنصار فيمن تكون الإمامة، فقصدهم في محلهم وتوسَّط مجتمعهم وخطب خطبته المعروفة عليهم فقال: (إِنَّ هذَا الأَمْرَ لَا يُصْلِحُ إلَّا لِقُرَيْشِ هُمْ أَصْلُ الْعَرَبِ وَأَهْلُ الله، وَقَدْ قَالَ الْنَّبِيُّ، - صلى الله عليه وسلم -: "الأَئِمَّةُ مِنْ قُرَيْشٍ" [1]، وَقَدْ سَمَّانَا الله الصَّادِقِينَ وَسَمَّاكُمُ الْمُفْلِحِينَ، وَقَدْ أَمَرَكُمْ أَنْ تَكُونُوا مَعَنَا حَيْثُ كُنَّا فَقَالَ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [2]، وَقَدْ قَالَ حَتَّى في آخِرِ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا: أُوصِيكُمْ بِالأَنْصَارِ خَيْراً وَلَوْ كَانَ لَكُمْ في الأَمْرِ شَيْءٌ مَا وَصَّى بِكُمْ [3] وأما قوله: القتل حتف من الخوف فإن ذلك إشارة إلى أن الأجل بيد الله تعالى وأن خير مواقعه الشهادة التي يحتسب نفسه فيها الشهيد على الله تعالى.

= الحاكم قبله ما لم يخالف كتاباً أو سنة أو تأويلاً مجمعاً عليه منهما الكافي 2/ 959 - 960، وانظر الأشراف على مسائل الخلاف 2/ 280.
[1] عَن حَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ قَالَ: تُوُفِّيَ رَسُول الله، - صلى الله عليه وسلم -، وَأَبُو بَكْرٍ في طَائِفَةٍ مِنَ الْمَدِينَةِ قَالَ: فَجَاءَ فَكَشَفَ عَنْ وَجْهٍ فَقَبَّلَهُ وَقَالَ: فِدَاكَ أَبِي وَأُمَّي مَا أَطْيَبُكَ حَيّاً وَمَيْتاً، وَلَقَدْ عَلِمْتَ يَا سَعْدُ أَنَّ رَسُولَ الله، - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَوْ سَلَكَتِ النَّاسُ وَادِياً سَلَكْتُ وَادِيَ الأَنْصَارِ، وَلَقَدْ عَلِمْت يَا سَعْدُ أَنَّ رَسُولَ الله، - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ وَأَنْتَ قَاعِدٌ: قُرَيْشٌ وُلَاةُ هذَا الأَمْرِ فَبِرُّ النَّاسِ تُبّعٌ لِبِرَّهِمْ وَفَاجِرهُمْ تُبَّعٌ لِفَاجِرِهِمْ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: صَدَقْتَ نَحْنُ الْوُزَرَاءُ وَأَنْتُمْ الأُمَرَاءُ. رواه أحمد، وفي الصحيح طرف من أوله ورجاله ثقات إلا أنَّ حميد بن عبد الرحمن لم يدرك أبا بكر .. مجمع الزوائد 5/ 191، وأشار إلى ذلك الحافظ في الفتح 3/ 114 فقال رجاله رجال الصحيح لكن في سنده انقطاع.
وقال: حديث الأئمة من قريش جمعت طرقه عن نحو أربعين صحابياً لما بلغني أن بعض فضلاء العصر ذكر أنه لم يرو إلا عن أبي بكر الصدّيق، فتح الباري 7/ 22، وكذا قال الكتاني في نظم المتناثر ص 103، وحديث أبي بكر، وإن كان منقطعا، فقد ورد متصلاً عند الشيخين من حديث ابن عمر بلفظ: لاَ يَزَالُ هذَا الأمْرُ في قُرَيشٍ مَا بَقِيَ مِنْهُمُ اثْنَانِ .. البخاري في المناقب باب مناقب قَريش 6/ 389، ومسلم في كتاب الإمارة باب الناس تبع لقريش والخلافة في قريش 3/ 1451، وعن أبي هريرة أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: النَّاسُ تُبّعٌ لِقُرَيشٍ .. في هذَا الشَّأْنِ مُسْلِمُهُمْ تُبّعٌ لِمُسْلمِهِمْ وَكَافِرهُمْ تُبّعٌ لكَافِرِهِمْ ... البخاري في المناقب باب قول الله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى} 6/ 385، ومسلم في فضائل الصحابة باب خيار الناس 4/ 1958، وعدّه الكتانى متواتراً ونقل ذلك عن السيوطي وابن حجر والسخاوي نظم المتناثر ص 103، وانظر الفتح الرباني 23/ 61 - 62، وذكر ابن قتيبة في عيون الأخبار خطبة أبي بكر هذه 2/ 233 - 234، وابن عبد ربه في العقد الفريد 4/ 258.
[2] سورة التوبة آية 119.
[3] ورد ذلك في حديث ابن عباس عند البخاري في المناقب باب علامات النبوة في الإِسلام 4/ 248، وشرح =
نام کتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس نویسنده : ابن العربي    جلد : 1  صفحه : 612
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست