وأما النسائي: فأخرجه عن يحيى بن موسى، عن ابن عيينة، بالإسناد قال: أخبرتني ميمونة: "أنها كانت تغتسل ورسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - من إناء واحد".
وفي الباب عن علي بن أبي طالب، وأنس بن مالك، وابن عمر، وأم سلمة، وأم هانئ، وأم صُبَية.
وقد اختلف في هذا الحديث على سفيان، فإنه رواه عن ابن عباس، ومرة عنه وعن ميمونة.
وقيل: إنما الاختلاف على ابن عباس، رواه مرة عن ميمونة، ومرة لم يذكر ميمونة، ويجوز أن يكون لما لم يذكر ميمونة، مسندًا ومرسلًا، فالمسند عن نفسه، والمرسل عن ميمونة؛ وله نظائر مثل ذلك الأثر في أنه قال: قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - "إنما الربا في النسيئة" فلما روجع فيه قال: حدثني به أسامة بن زيد [1] ولعله قد فعل في هذا الحديث مثل ذلك، إلا أن الحديث بنفسه صحيح
لا مطعن فيه.
وما يتعلق به من شرح، فقد تقدم في حديث عائشة, لأنه مثل طريق من طرق حديثها، وإنما ذكره الشافعي مؤكدًا لحديث عائشة.
وأخبرنا الشافعي، أخبرنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر كان يقول: "إن الرجال والنساء كانوا يتوضئون في زمن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - جميعًا".
هذا حديث صحيح، أخرجه مالك [2]، والبخاري [3]، وأبو داود [4]، والنسائي [5]. [1] وهو عند مسلم (1596) وتمامه.
عن أبي سعيد الخدري قال: الدينار بالدينار والدرهم بالدرهم مِثْلًا بِمِثْلٍ من زاد أو ازداد فقد أَرْبَىَ، فقلت له: إن ابن عباس يقول غير هذا، فقال: لقد لقيت ابن عباس، فقلت: أرأيت هذا الذي تقول أَشَيْءٌ سمعته من رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - أو وجدته في كتاب اللَّه -عز وجل-؟
فقال: لم أسمعه من رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - ولم أجده في كتاب اللَّه ولكن حدثني أسامة بن زيد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "الربا في النسيئة". [2] الموطأ (1/ 51 رقم 15). [3] البخاري (193). [4] أبو داود (79، 80). [5] النسائي (1/ 57).