أخبرنا الشافعي، أخبرنا سليمان بن عمرو ومحمد بن عبد اللَّه، عن [يزيد] [1] بن عبد الملك الهاشمي، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة، عن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إذا أفضى أحدكم بيده إلى ذكره، وليس بينه وبينها شيء فليتوضأ".
هكذا رواه الشافعي في كتاب الطهارة في المسند.
ورواه في سنن حرملة: عن عبد اللَّه بن نافع، عن يزيد بن عبد الملك النوفلي، عن أبي موسى الخياط، عن سعيد بن أبي سعيد.
وقال الشافعي: روى حديث يزيد بن عبد الملك عدد منهم: سليمان بن عمرة، ومحمد بن عبد اللَّه بن دينار، عن يزيد بن عبد الملك، عن سعيد المقبري [2].
والإفضاء ذكرناه في الحديث الذي قبله، وقد جاء في كتب اللغة: أنه لمس الشيء بباطن كفه، وهذا مما يعضد ما ذهب إليه الشافعي من تحديد اللمس بباطن الكف دون ظاهرها. [1] بالأصل [زيد] وهو تصحيف، وقد ذكره المصنف بعد ذلك -كما يأتي- على الصواب. [2] ويزيد بن عبد الملك ضعيف الرواية، لكنه لم ينفرد به، فقد تابعه نافع بن أبي نعيم القارئ.
أخرج المتابعة ابن حبان في صحيحه (8/ 11).
وقال: احتجاجنا في هذا الخبر بنافع بن أبي نعيم دون يزيد بن عبد الملك النوفلي، لأن يزيد بن عبد الملك تبرأنا من عهدته في كتاب الضعفاء.
وقد جود هذا الإسناد الشيخ ناصر -رحمه اللَّه- في الصحيحة (3/ 238) وقال الحافظ في التلخيص (1/ 126):
وقال ابن حبان في كتاب الصلاة له: هذا حديث صحيح سنده، عدولٌ نَقَلَتُهُ، وصححه الحاكم من هذا الوجه، وابن عبد البر. وقال ابن السكن: هو أجود ما روي في هذا الباب.
وأما يزيد بن عبد الملك فضعيف.
وقال ابن عبد البر: كان هذا الحديث لا يعرف إلا من رواية يزيد حتى رواه أصبغ عن ابن القاسم، عن نافع بن أبي نعيم ويزيد جميعًا عن المقبري، فَصَحَّ الحديث اهـ بتصرف وانظر نصب الراية (1/ 56).