وقوله: "ليس بينه وبينها حائل": يعني تحول بين الكف وبين الذكر كائنًا ما كان، كثيفه ورقيقه، وخفيفه وصفيقه؛ فإن ذلك كله حائل.
"والحائل": الشيء الذي يحجب بين الشيئين ويمنع الملامسة بينهما.
فأخبرنا الشافعي، أخبرنا عبد اللَّه بن نافع، وابن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب، عن عقبة بن عبد الرحمن [عن] [1] ابن ثوبان قال: قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أفضى أحدكم بيده إلى ذكره فليتوضأ" وزاد ابن نافع فقال: محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله.
وقال الشافعي: سمعت [غير] [2] واحد من الحفاظ يرويه؛ لا يذكرون فيه جابرًا.
وهذا الحديث: قد رواه دحيم الدمشقي، عن عبد اللَّه بن نافع كذلك موصولًا، وهو مما يعضد ما ذهب إليه الشافعي: من إيجاب الوضوء من مس الذكر.
وقوله: سمعت غير واحد: أي أكثر من واحد، فهو يتناول الاثنين فصاعدًا، وإنما يذكر ذلك في معرض الكثير.
و"الحفاظ": جمع حافظ، وهو في الأصل من يحفظ الشيء من الضياع والذهاب، وقد أطلقه العلماء بعد ذلك على من أتقن علم الحديث وضبطه عن الاختلال؛ رواية ولفظا في عرفه [3] وحفظًا. [1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل والصواب إثباته ففي المسند بترتيب السندي (89) قال: عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان وكذا أخرجه البيهقي في المعرفة (1022)، وفي السنن الكبير (1/ 134) وقال: وزاد ابن نافع، فقال: عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن جابر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. [2] بالأصل [عن] وهو تصحيف وقد نقلها مصححةً بعد قليل، وقد نقل العبارة البيهقي في سننه (1/ 134) عن الشافعي كما أثبتناه. [3] كذا بالأصل والعبارة غير مستقيمة.