وقوله: "هاؤم": بمعنى تعالوا، وهو صوت يصوّت به فيفهم منه معنى "خذ".
وقوله "فأجابه بنحوٍ من صوته": يشبه أن تكون تعلية النبي - صلى الله عليه وسلم - رفع صوته، حتى كان مثل صوته أو نحوه، لفرط رأفته وشفقته على أمته.
وفي ذلك: دليل على استحباب احتمال دالَّةِ [1] التلامذة؛ والصبر على أذاهم لما يرجى لهم من حميد العاقبة والإصلاح.
"وويح": كلمة تقال لمن يُشْفَقُ عليه أو يرحم، بخلاف "ويل" فإنها تقال لمن ينكر عليه ويغضب، تقول: ويح لزيد، وويل لزيد، فترفعها على الابتداء، وتقول: ويحًا لزيد، وويلًا لزيد، فتنصبها بإضمار فعل، كأنك قلت: أَلْزَمَهُ اللَّه ويحًا وويلًا ونحو ذلك، ولك أن تقول:
ويحك وويح زيد، وويلك وويل زيد، بالإضافة فتنصبهما أيضًا بإضمار فعل.
"وغض الصوت": إخفاؤه، تقول: غَضَّ صَوْتَهُ ومن صوته أي خفضه، وكل شيء كفْته فقد غضضته، والأمر منه في لغة الحجاز اُغْضُضْ، وفي لغة نجد غُضَّ.
وفي قوله "المرء مع من أحب": دليل على أنه أقام المحبة؛ والمشايعة في الخير والطاعة مقام العمل بها، في اشتراك المحب والمحبوب معًا في الثواب والعقاب في يوم [2].
"ولمَّا": هنا حرف جزم مثل: "لم" تقول: لم يَقُمْ زيد، ولما يَقُمْ بكر.
وقوله "لما يلحق بهم": يريد أنه لم يلحقهم في الطاعة والعبادة والخير، [1] أي: انبساطهم. [2] كذا بالأصل ولعله سقط قوله (القيامة).