الفرع الثاني
في التيمم في السفر القريب
أخبرنا الشافعي، أخبرنا ابن عيينة، عن ابن عجلان، عن نافع، عن ابن عمر "أنه أقبل من الجرف؛ حتى إذا كان بالمربد تيمم فمسح وجهه ويديه، وصلى العصر ثم دخل المدينة والشمس مرتفعة، فلم يعد الصلاة".
قال الشافعي: "الجرف" قريب من المدينة.
وأخبرنا الشافعي بالإسناد، أن ابن عمر تيمم بمربد "النَّعَمِ".
وفي نسخة، "الغنم" وصلى العصر ثم دخل المدينة الحديث.
ذكر الشافعي الرواية الأولى في كتاب التيمم.
والثانية: في كتاب اختلافه مع مالك.
وقد أخرجه مالك في الموطأ [1] بالإسناد، أنه أقبل هو وعبد اللَّه بن عمر من الجرف، حتى إذا كانا بالمربد؛ نزل عبد اللَّه فتيمم صعيدًا طيبًا فمسح بوجهه ويديه إلى المرففين ثم صلى.
وقد أخرج الشافعي أيضًا: هذه الرواية عن مالك في غير المسند.
"المربد": بكسر الميم وفتح الباء- موقف الإبل، من ربد بالمكان إذا أقام فيه.
وفي رواية الشافعي: "مسح وجهه" وفي رواية مالك: "مسح بوجهه"، والمراد منهما سواء، وقد تقدم القول في ذلك بما فيه كفاية.
وفي هذا الحديث من الفقه: [1] الموطأ (1/ 73 رقم 90).
وقد علقه البخاري في صحيحه في كتاب التيمم باب (3)
وانظر تعليق الحافظ عليه في الفتح (1/ 526).