وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا} العصر {وَحِينَ تُظْهِرُونَ} [1] الظهر.
قال الشافعي: روى عبادة بن الصامت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سمعه يقول: "خمس صلوات كتبهن اللَّه على العباد، فمن جاء بهن لم يضيع منهن شيئًا استخفافًا؛ بحقهن كان له عند اللَّه عهد أن يدخله الجنة ومن لم يأت بهن فليس له عند اللَّه عهد؛ إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة".
أخرج هذا الحديث مالك [2]، وأبو داود [3]، والنسائي [4]. [1] الروم: [17 - 18]. [2] الموطأ (1/ 120 رقم 14). [3] أبو داود (1420). [4] النسائي (1/ 230).
ثلاثتهم عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن ابن محيريز أن رجلًا من بني كنانة يدعى المخدجي، سمع رجلًا بالشام يكنى أبا محمد يقول: إن الوتر واجب، فقال الخدجي: فَرُحْتُ إلى عبادة بن الصامت، فاعترض له وهو رائح إلى المسجد، فأخبرته بالذي قال أبو محمد، فقال عبادة: كذب أبو محمد سمعت رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره.
قال ابن عبد البر في "التمهيد" (23/ 288 - 289):
لم يختلف عن مالك في إسناد هذا الحديث، فهو حديث صحيح ثابت رواه عن محمد بن يحيى ابن حبان جماعة منهم: يحيى بن سعيد، وعبد ربه بن سعيد، ومحمد بن إسحاق، وعقيل بن خالد، ومحمد بن عجلان وغيرهم بهذا الإسناد، ومعناه سواء، إلا أن ابن عجلان وعقيلًا لم يذكرا المخدجي في إسناده، فيما روى الليث عنهما.
ورواه الليث أيضًا عن يحيى بن سعيد كما رواه مالك سواء وإنما قلنا: إنه حديث ثابت لأنه روي عن عبادة من طرق ثابتة صحاح من غير طريق المخدجي بمثل رواية المخدجي.
قلت: وصححه أيضًا ابن حبان كما في صحيحه (1732،1731).
وصححه الشبخ الألباني -رحمه اللَّه- في صحيح الجامع (3243،3242).
وراجع التلخيص الحبير (2/ 147).