الجنب، وقد ذكرنا هذا الطرف في كتاب التيمم.
وأما متن الحديث بطوله فلم يرد في المسند، وإنما جاء في رواية المزني.
وفي الباب: عن أنس بن مالك، وأبي قتادة، وأبي هريرة، وعمرو بن أمية الضمري، وابن مسعود، وجبير بن مطعم، وابن عباس، وجابر، وزيد بن أسلم، ويزيد بن أبي مريم، وأبي سعيد، وابن عمر.
"الذِّكْرُ": مصدر ذكرت الشيء أذكره ذِكْرًا، إذا مَرَّ بخاطرك بعد أن كنت نسيته، أو إذا أجريته على لسانك، والذكرى مثله، تقول: ذكرته ذكرى غير مصروفة، وتقول: اجْعَلْني منك على ذِكْر، وذُكْر بالكسر والضم.
وقد اختلف المفسرون في معنى قوله {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} فالذي عليه أكثر المفسرين أن معناه: أقم الصلاة متى ذكرت أنك لم تصلها؛ وأنها قد فاتتك؛ سواء كان الوقت الذي ذكرتها فيه وقتها أو غير وقتها؛ وهذا التفسير مطابق للفظ هذا الحديث.
وقال جماعة من العلماء: معنى قوله "لذكري" أي لتذكرني فيها فإن ذكري أن أُعبد ويُصَلَّى لي، وقيل: لاشتمال الصلاة على الأذكار.
وقيل: لذكري خاصة لا يَشُوبُهُ ذكر غيري.
والأول الوجه, لأنه قال: فليصلها إذا ذكرها، ثم علل ذلك بقوله: يقول اللَّه تعالى {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [1].
و"القفول": الرجوع من السفر، وكذلك القفل، واشتق اسم القافلة من ذلك.
قال الأزهري [2]: سُمِّيَت القافلة وإن كانت مبتدئة السفر "قافلة"، تفاؤلًا بقفولها عن سفرها. [1] طه: [14]. [2] تهذيب اللغة (9/ 160 - 161).