تعالى: {وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ} [1].
"ورجالًا": جمع راجل كقائم وقيام.
"والركبان": الجماعة على الإبل، ولا يقال راكب إلا لمن يكون على بعير، هذا هو الأصل، ثم اتسع فيه لكثرة الاستعمال؛ فأطلق على راكب الفرس والبغل والحمار مجازًا واتساعًا.
وفي رواية "كما كان يصليها في وقتها" وفي الأخرى "يصليها لوقتها" وهما بمعنى واحد.
اللام تقع موقع في, لأن حروف الجر يقع بعضها موقع بعض، إلا أن اللام هي التي في قولك: جئت لخمس بقين ولعشر خلون، كأنه خص مجيئه بهذا الوقت، وخص صلاته بهذا الوقت، واللام للتخصيص.
وأما "في" فإنه ظرف صريح لصلاته.
والمراد بقوله "وذلك قبل أن ينزل في صلاة الخوف {فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا} [2] أنه لم يكن قد شرع لهم صلاة الخوف، فلهذا لما شغلهم المشركون عن الصلاة، أخروها عن وقتها, ولو كان قد نزل الأمر [في صلاة] [3] الخوف؛ لصلوها في وقتها ولم يؤخروها.
والذي ذهب إليه الشافعي: أنه إذا فاتته صلاة حتى دخل وقت الأخرى؛ فإن كان وقت الحاضرة يسع الصلاتين؛ بدأ بالفائتة ثم صلى الحاضرة؛ فإن خالف وبدأ بالحاضرة جاز؛ وإن كان وقت الحاضرة يضيق عنهما؛ بدأ بالحاضرة ثم بالفائتة؛ فإن ذكر الفائتة وهو في الحاضرة تَّممَ الحاضرة وصلَّى الفائتة وإن اجتمع عليه فوائت فلا ترتيب عليه فيها. [1] الأحزاب: [25]. [2] البقرة: [239]. [3] بالأصل [فصلاة] وهو تصحيف والصواب ما أثبتناه.