عبد اللَّه، عن عباد بن سهل قال: اجتمع محمد بن مسلمة، وأبو أسيد الساعدي، وأبو حميد الساعدي، فقال أبو حميد: أنا أعلمكم بصلاة رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -،: "كان إذا قام إلى الصلاة كبر ورفع يديه حذو منكبيه، ثم غير ساجدًا" وهذا طرف من حديث طويل.
قد أخرجه البخاري [1]، وأبو داود [2]، والترمذي [3] بطوله.
وأول الحديث: عن محمد بن عمرو بن عطاء قال: سمعت أبا حميد الساعدي في عشرة من أصحاب رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - منهم أبو قتادة، وللحديث روايات كثيرة، وطرق عدة لم نطل القول بذكرها.
وقد أخرج الشافعي أيضًا في القديم قال: وأخبرني من أثق به، عن سليمان ابن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن سليمان بن يسار "أن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - كان يرفع يديه في الصلاة ثلاثًا: حين يكبر الافتتاح، وحين يريد أن يركع، وحين يرفع رأسه من الركوع".
وهذا الحديث وإن كان مرسلاً، فإن سليمان بن يسار من الفقهاء السبعة، الذين اتفق الناس على تقديمهم في العلم، وصدق روايتهم، وصحة أحاديثهم، والعمل بأقوالهم [4].
وأخبرنا الشافعي: أخبرنا مالك، عن ابن شهاب، عن علي بن حسين قال: "كان رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يكبر كلما خفض ورفع، فما زال تلك صلاته حتى لقي اللَّه -عز وجل-".
هكذا أخرجه مالك في الموطأ [5] مرسلاً، وقال فيه: "فلم تزل تلك صلاته". [1] البخاري (828). [2] أبو داود (730، 731، 963). [3] الترمذي (304، 305) وقال: حسن صحيح. [4] وكل هذا لا يقتضي صحة الرواية فالمرسل أبدًا مرسل. [5] الموطأ (1/ 87 رقم 17).