responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشافي في شرح مسند الشافعي نویسنده : ابن الأثير، أبو السعادات    جلد : 1  صفحه : 551
وأحسب هذا الإسناد أحفظ من الإسناد الأول [1].
هذا الحديث اعتمد عليه الشافعي: بإجماع أهل المدينة من المهاجرين والأنصار في أمر البسملة؛ وأنها من أم القرآن ووجوب قراءتها.
ولقد أتى بما حقق غرضه وأثبت مذهبه، لاسيما وقد أنكر المهاجرون والأنصار على معاوية ترك البسملة في أول السورة غير الفاتحة؛ ومعاوية يومئذ صاحب الأمر وذو الحكم، وكان الناس من سطوته خائفين؛ ومن بأسه جد حذرين، فلم يسامحوا أنفسهم ولا رأوا في أديانهم أن يقروه على أمر خالف فيه السنة، حتى إنهم أنكروا ذلك عليه أشنع إنكار بقولهم: أسرقت الصلاة أم نسيت؟.

[1] وهذا ترجيح نسبي ولا يعني الصحة المطلقة، وإلا فإن الحديث مضطرب كما حقق ذلك الزيلعي في نصب الراية (1/ 353 - 354) في بحث هام: قال: اعتمد الشافعي -رحمه الله- على حديث معاوية هذا في إثبات الجهر. وقال الخطب: هو أجود ما يعتمد عليه في هذا الباب
والجواب عنه من وجوه:
أحدها: أن مداره على عبد الله بن عثمان بن خثيم وهو وان كان من رجال مسلم لكنه متكلم فيه، أسند ابن عدي إلى ابن معين أنه قال:
أحاديثه غير قوية، وقال النسائي: لين الحديث ليس بالقوي فيه. وقال الدارقطني: ضعيف لَيَّنُوهُ.
وقال ابن المديني: منكر الحديث.
وبالجملة فهو مختلف فيه، فلا يقبل ما تفرد به، مع أنه قد اضطرب في إسناده ومتنه، وهو أيضًا من أسباب الضعف، أما في إسناده فإن ابن خثيم تارة يرويه عن أبي بكر بن حفص، عن أنس؛ وتارة يرويه عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة عن أبيه، وقد رجح الأولى البيهقي في "كتاب المعرفة" لجلالة راويها، وهو ابن جريج، ومال الشافعي إلى ترجيح الثانية، ورواه ابن خثيم أيضًا عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة، عن أبيه، عن جده، فزاد ذِكْرَ الجد كذلك رواه عنه إسماعيل بن عياش، وهي عند الدارقطني، والأولى عنده. وعند الحاكم، والثانية عند الشافعي، وأما "الاضطراب في متنه" فتارة يقول: صلى، فبدأ "ببسم الله الرحمن الرحيم" لأم القرآن، ولم يقرأ بها للسورة التي بعدها -كما تقدم عند الحاكم- وتارة يقول: فلم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم حين افتتح القرآن، وقرأ بأم الكتاب، كما هو عند الدارقطني في رواية إسماعيل بن عياش، وتارة يقول: فلم يقرأ "بسم الله الرحمن الرحيم" لأم القرآن ولا للسورة التي بعدها، كما هو عند الدارقطني في رواية ابن جريج، ومثل هذا الاضطراب في السند والمتن مما يوجب ضعف الحديث، لأنه مشعر بعدم ضبطه أهـ. ثم ذكر وجوهًا أخرى للإعلال لولا خشية الإطالة لنقلتها، فانظرها هناك.
نام کتاب : الشافي في شرح مسند الشافعي نویسنده : ابن الأثير، أبو السعادات    جلد : 1  صفحه : 551
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست