أو توسطت وكان الفعل بعدها معتمدًا على ما قبلها لم تعمل. تقول في الإعمال -إذا قال لك قائل: الليلة أزورك- إذن أُكْرِمَكَ فتنصب، وتقول في ترك الإعمال: أُكرِمُكَ إذن، فترفع فإن كان الفعل الذي بعدها فعل حال لم تعمل؛ لأن فعل الحال لا تعمل فيه العوامل الناصبة، وإذا وقفت على "إذن".
قلت: "إذا" فتقف بالألف.
وفي هذا الحديث -والذي قبله- دلالة على تقديم صلاة الصبح في أول وقتها والمحافظة عليه، وقد صرح به في هذا الحديث.
وهذان الحديثان والذي بعدهما؛ مسوقه لبيان جواز إطالة القراءة في صلاة الصبح.
وأما المستحب والأولى فهو ما ذكرناه قبل هذا.
أخبرنا الشافعي: أخبرنا مالك، عن يحيى بن سعيد، وربيعة بن أبي عبد الرحمن أن الفرافصة بن عمير الحنفي قال: ما أخذت سورة يوسف إلا من قراءة عثمان بن عفان إياها في صلاة الصبح من كثرة ما كان يرددها.
هذا الحديث أخرجه الموطأ [1].
وقولى: "ما أخذت سورة يوسف" يريد حفظه إياها وتلقيه لها؛ فسمى سماعه لها وحفظه إياها من قراءة عثمان لها أَخْذًا، أشبهها بالشيء المأخوذ من غيره.
و"مِنْ" الأولى: لابتداء الغاية، والثانية: لتبيين النوع: أو هي بدل من الأولى، وكأنه قال: ما أخذته إلا من كرة قراءته إياها.
و"الترديد": إعادة الشيء مرة بعد مرة، تقول: ردد يردده ترديدًا وهي فعل من ردَّ يردِّ، وهذا البناء موضوع للتكثير. [1] الموطأ (1/ 91 رقم 35).