نام کتاب : التنوير شرح الجامع الصغير نویسنده : الصنعاني، أبو إبراهيم جلد : 1 صفحه : 347
قلت: والمراد هنا هو الأوَّل لقوله (فإنَّه ينظر بنور الله) ولقوله: "المؤمن فإن التعلمي" يعرفه المؤمن والكافر، والمعنى: احذروا إتيان ما تكرهون أن يعرفه المؤمن من أفعالكم، وفي كلام "نهج البلاغة": اتقوا ظنون المؤمنين فإن الله تعالى جعل الحق على ألسنتهم.
فإن قلت: فهل يعمل بالفراسة في الأحكام الشرعية؟
قلت: قد حققنا في الجزء الأول من التحبير شرح التيسير أنَّه لا يعمل به، وانَّما هو من القرائن واللوث ونحو ذلك يكون سببًا للبحث وفي كلام بعض السلف: ظن المؤمن كهانة، وفي شعر أوس بن حجر ([1]):
الألمعي الذي يظن لك الظن ... كأن قد رأى وقد سمعا
وفي شعر أبي الطيب ([2]):
ذكي تظنيه طليعة عينة ... يرى قلبه في يومه ما ترى غدا
(تخ ت عن [3] أبي سعيد) وتمامه عند الترمذي: ثم قرأ {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ} [الحجر: 75] قال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ، رمز المصنف لضعفه، وكأنه لما قاله الترمذي فإنه قال بعد إخراجه: هذا حديث غريب إنما نعرفه من هذا الوجه، وقد روي عن بعض أهل العلم في تفسير هذه الآية {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ} قال: للمتفرسين انتهى بلفظه [4]. [1] أوس بن حجر شاعر تميم في الجاهلية (95 - 2 ق. هـ). [2] أبو الطيب المتنبي (303 - 354 هـ). [3] أخرجه الترمذي (3127)، والبخاري في التاريخ الكبير (1529) عن أبي سعيد وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (8/ 102) رقم (7497)، وابن عدي في الكامل (4/ 207) عن أبي أمامة، وابن جرير في التفسير (14/ 46) عن ابن عمر، والحكيم في نوادر الأصول (2/ 221). وأورده ابن أبي الدنيا في الحلم (ص 61) رقم (88، 89)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (127)، وفي السلسلة الضعيفة (1821). [4] أخرجه ابن جرير في تفسيره (7/ 527) وزاد السيوطي في الدر المنثور (5/ 90) نسبته إلى ابن المنذر.
نام کتاب : التنوير شرح الجامع الصغير نویسنده : الصنعاني، أبو إبراهيم جلد : 1 صفحه : 347