responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إكمال المعلم بفوائد مسلم نویسنده : القاضي عياض    جلد : 1  صفحه : 261
50 - (...) حدّثنا مُحمدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبةُ، عَنْ أَبِى حَصِينٍ وَالأَشْعَثِ بْن سُلَيْمٍ؛ أَنَّهُما سَمِعَا الأَسْوَدَ بْنَ هِلَالٍ يُحَدثُ عَنْ مُعَاذ بْنِ جبَلٍ، قَالَ: قَالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا مُعَاذُ، أَتَدْرِى مَا حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَاد؟ ". قَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " أَنْ يُعْبَدَ اللهُ وَلَا يُشْرَكَ بِهِ شَىْءٌ ". قَالَ: " أَتَدْرِى مَا حَقُّهُمْ عَلَيْهِ إِذَا فَعَلُوا ذلِكَ؟ ". فَقَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " أَلا يُعَذبَهُمْ ".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
المعتزلة، وكأنه لما وعد به تعالى [ووعده الصدق] [1] صار حقاً من هذه الجهة، والوجه الثانى: أن يكون خرج مخرج المقابلة [منه] [2] للفظ الأول [لأنه قال فى أوله: " ما حق الله على العباد "، ولاشك أن لله على عباده حقاً، فأَتْبعَ اللفظ الثانى الأول] [3] كما قال تعالى: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّه} [4]، قال تعالى: {[فَيَسْخَرونَ مِنْهُمْ سَخِرَ] [5] اللَّهُ مِنْهُم}
وأما قوله [فى الحديث] (6): " وأخبر [7] به معاذ عند موته تأثماً "، قال الهروى فى تفسير غير هذا الحديث: تأثَّمَ الرجلُ إذا فعل فعلاً يخرج به من الإثم، وكذلك تحنث ألقى الحنث عن نفسه وتحرج ألقى الحرج عن نفسه [8].
قال الإمام: والأظهر عندى أنه لم يرد فى هذا الحديث هذا المعنى لأن فى سياقه ما يدل على خلافه [9].
قال القاضى: لعله لم ير هذا التفسير بيّناً لما ورد أول الحديث: " ألا أُبَشّر الناسَ؟ قال: لا تبشرهم فيتكلوا " فأى إثم في كتم ما أمر به النبى -عليه السلام- بكتمه؟ لكنى أقولُ لعل معاذاً لم يفهم من النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النهى لكن كسر عزمه عما عرض عليه من بشراهم به بدليل حديث أبى هريرة حين قال: " من لقيت يشهد أن لا إله إلا الله مستيقناً بها قلبه فبشره بالجنة "، ثم لما قال عمر للنبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أخشى أن يتكل الناس [عليها فخلهم يعملوا] [10]، قال: " فخلهم "، أو يكون معاذ بلغه بعد أمر النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك لأبى هريرة، وحذر أن يكتم علماً علمه ويأثم بذلك فأخبر به [11]، أو يكون حمل النهى على إذاعته

[1] فى الإكمال جاءت هكذا: يصير وعد الصدق، والمثبت من المعلم.
[2] غير مذكورة فى المعلم، فهو على ذلك من مجاز المقابلة.
[3] سقط من الإكمال، والمثبت من المعلم.
[4] آل عمران: 54.
[5] و (6) سقط من ت، والمثبت من الأصل والمعلم، والآية 79 من سورة التوبة.
[7] فى الإكمال: فأخبر، والمثبت من المعلم.
[8] فالتفعل إزالة الشىء بالنفس.
[9] نقله السنوسى على غير هذا الوجه، فقال بعد كلمة الحديث: " لأنه إنما سكت امتثالاً للنهى بقوله: فلا تبشرهم، فأين الإثم حتى يزيله ". أهـ. وذلك بعد أن نسب الأبى للمازرى ما لم يرد له فى المعلم. إكمال الإكمال 1/ 125، وبهامشه مكمل الإكمال.
[10] سقط من الأصل، والمثبت من ت.
[11] وبذلك يرجع القول إلى الهروى.
نام کتاب : إكمال المعلم بفوائد مسلم نویسنده : القاضي عياض    جلد : 1  صفحه : 261
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست