responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إكمال المعلم بفوائد مسلم نویسنده : القاضي عياض    جلد : 1  صفحه : 505
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
السادسة [1]، فكان أول من لقيه من الأنبياء صلوات الله عليهم.
وفيه إشفاقهم على عباد الله، ورفقهم بهم، وحبهم هدايتهم، ونصيحتهم لجميعهم. وقوله فى شرح صدره: " فاستخرج منه علقةً، وقال هذا حظُّ الشيطان منك ": دليل بَيِّنٌ على عصمة نبينا من الشيطان، وكفايته إياه أن يُسَلَّط عليه، لا فى علمه ولا يقينه، ولا جسمه ولا شىء من أمره، لا بالأذى والوساوس [2] ولا غيره، وقد ادَّعى بعض العلماء الإجماع على ذلك [3].
ويصحح ما قلناه ما جاء من الآثار الصحيحة أنه قد أعانه الله عليه فلا يأمره إلا بخير، أو أنه أسلَمَ، على من رواه بفتح الميم، أو أسلمُ، على من رواه بضم الميم [4]، أو استسلم على من رواه كذا، وأنه قد أخذه حين تعرض له فى صلاته، ولقوله [5]: " لم يكن ليُسلَّط علىَّ " [6].
وعلى هذا لا يصح أن يحمل قوله تعالى: {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ} [7] على الإغواء والوسوسة، بل على ما قاله بعض المحققين: أنه راجع إلى قوله: {وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [8] ثم قال: {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ} الآية: أى يستخفَّنَّك غضباً يحملك على ترك الإعراض، وقيل: النزغ أدنى الوسوسة، فأمره تعالى بالاستعاذة من ذلك فيكفيه له، إذ لم يُسلَّط على أكثر من ذلك [9].
وكذلك أنكر محققو المفسرين والعلماء أن يكون الشيطان تسلَّط على ملك سليمان وأهله، وردُّوا ما حكاه بعضهُم وذكره المؤرخون من ذلك [10]، وكذلك لا يصح قصة

[1] قيدت فى إكمال الإكمال: السابعة، وهو وَهْم أو خطأ.
[2] فى ت: الوسواس.
[3] راجع: الشفا 2/ 735.
[4] فى الأصل بالضم، والقاضى يعنى بذلك قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ما منكم من أحدٍ إلا وُكِّل به قرينُه من الجنِّ وقرينهُ من الملائكة " قالوا: وإياك يا رسول الله؟ قال: " وإيَّاى، لكن الله تعالى أعاننى عليه فأسلم "، وسيأتى فى صفات المنافقين.
[5] فى الأصل: وقوله.
[6] لم أقف عليه.
[7] الأعراف: 200.
[8] الأعراف: 199.
[9] وقيل: ينزغنَّك: يغرينَّك ويُحركنَّك، فأمره الله تعالى أنه متى تحرَّك عليه غضبٌ على عدوِّه، أو رام الشيطانُ من إغرائه به وخواطر أدانى وساوسه، لم يجعل له سبيل إليه - أن يستعيذ منه، فيُكفَى أمرَه، ويكون سبب تمام عصمته. راجع الشفا 2/ 740.
[10] من قولهم بتشبه الشيطان به، وتسلطه على ملكه، وتصرفه فى أمته بالجور فى حكمه. قال القاضى فى الشفا: وأما قصة سليمان وما حكى فيه أهل التفاسير من ذنبه وقوله: {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَان} [ص: 34] فمعناه: ابتلينا، وابتلاؤه ما حُكى عن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: لأطوفَنَّ الليلة على مائة امرأة أو تسع وتسعين، كلُّهن يأتين بفارس يجاهدُ فى سبيل الله، فقال له صاحبه: قل: إن شاء الله، =
نام کتاب : إكمال المعلم بفوائد مسلم نویسنده : القاضي عياض    جلد : 1  صفحه : 505
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست