نام کتاب : إكمال المعلم بفوائد مسلم نویسنده : القاضي عياض جلد : 1 صفحه : 540
297 - (181) حدّثنا عُبَيْد اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَيْسَرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِىٍّ، حَدَّثَنَا حَمَادُ بْنُ سَلَمَة، عَنْ ثَابتٍ الْبُنَانِىّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ، عَنْ النَّبِىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الجَنَّةَ " قَالَ: " يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا؟ أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنْ النَّارِ؟ " قَالَ: " فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ، فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ من النَظرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ ".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وقوله: " فى جنة عدن ": معناه راجع إلى الناظرين، أى وهم فى جنة عدن لا إلى المرئى وهو الله، فإنه لا تحويه الأمكنة، تعالى الله عن ذلك [1].
وذكر مسلم حديث عبيد الله بن عُمَر بن ميْسَرةَ عن ابن مهدى [قال ثنا] [2] حماد بن سلمة عن ثابت البُنانى عن ابن أبى ليلى عن صهيب عن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إذا دخل أهل الجنة الجنة ... ". قال أبو عيسى الترمذى: هذا الحديث إنما أسنده حماد بن سلمة ورواه سليمان بن المغيرة وحماد بن زيد عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبى ليلى قوله [3]. قال القاضى: ذكر فى هذا الحديث نظر أهل الجنة إلى ربهم، مذهب أهل السنة بأجمعهم جواز رؤية الله عقلاً ووجوبها [4] فى الآخرة للمؤمنين سمعاً، نطق بذلك الكتاب العزيز [1] فهى حال من القوم، أى كائنين فى جنات عدن، لا من الكينونة، لاستحالة المكان عليه تعالى. وجنة عدن: قال الضحاك اسم لمدينة الجنة، وهى مسكن الأنبياء - عليهم السلام - والعلماء والشهداء وأئمة العدل، والناس سواهم فى جنات حواليها، وقال عطاء: هو نهر على حافتيه جنات، وقيل: عدن اسم للإقامة، من عدن بالمكان إذا أقام به، واختاره ابن عطية وقال: هو الصواب؛ لأن الله - سبحانه - وعدها المؤمنين والمؤمنات بقوله تعالى: {وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ} [التوبة: 72] إكمال الإكمال 1/ 335. [2] فى ت حدثنا. [3] عبارة الترمذى: " هذا حديث إنما أسنده حماد بن سلمة ورفعه، وروى سليمان بن المغيرة وحماد بن زيد هذا الحديث عن ثابت البُنَّانى عن عبد الرحمن بن أبى ليلى قوله ". ك صفة الجنة، ب ما جاء فى رؤية الرب تبارك وتعالى 4/ 687.
ومعنى قوله: أى أنه من قول ابن أبى ليلى ليس فيه ذكر النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا ذكر صهيب.
قال النووى: وهذا الذى قاله هؤلاء ليس بقادح فى صحة الحديث؛ لأن المذهب الصحيح المختار الذى ذهب إليه الفقهاء وأصحاب الأصول والمحققون من المحدثين، وصححه الخطيب البغدادى: أن الحديث إذا رواه بعض الثقات متصلاً وبعضهم مرسلاً، أو بعضهم مرفوعاً وبعضهم موقوفاً حكم بالمتصل وبالمرفوع، لأنهما زيادة ثقة، وهى مقبولة عند الجماهير من كل الطوائف ". نووى 1/ 426. [4] فى الأصل: ووجوبه.
نام کتاب : إكمال المعلم بفوائد مسلم نویسنده : القاضي عياض جلد : 1 صفحه : 540