النَّاسِ)) [1].
وعن أنس - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((اذْكُر المَوْتَ في صَلاَتِكَ؛ فإِنَّ الرَّجُلَ إذا ذَكَرَ المَوْتَ في صَلاَتِهِ لَحَرِيٌّ أنْ يُحْسِنَ صلاتَهُ، وَصَلّ صلاةَ رَجُلٍ لا يَظُنُّ أنَّهُ يُصَلّي صلاةً غَيْرَها، وإِيَّاكَ وكُلَّ أمْرٍ يُعْتَذَرُ مِنْهُ)) [2].
السبب التاسع والثلاثون: الحذر من الغفلة:
لا شك أن من أسباب الخشوع في الصلاة الحذر من الغفلة؛ فإن الغفلة من أسباب الخذلان والهلاك في الدنيا والآخرة؛ والغفلة: تركٌ باختيار الغافل، وأما النسيان فهو: تركٌ بغير اختيار الإنسان، والسلامة منهما بالذكر، وهو التخلّص من الغفلة والنسيان [3]؛ ولعظم خطر الغفلة نهى الله تعالى رسوله عنها فقال: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ} [4]، والغافلون هم الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم؛ فإنهم حُرِموا خير الدنيا والآخرة، وأعرضوا عن من كلّ السعادة والفوز بذكره، وعبوديَّته، وأقبلوا على من كلّ الشقاوة والخيبة في الاشتغال به [5].
ومن أعظم خطر الغفلة أن من غفل عن الله عاقبه بأن يُغفله عن ذكره، ويجعله يتبع هواه، ويكون أمره ضائعاً معطلاً [6]، قال الله تعالى: [1] أحمد، 5/ 412، وفي المحقق، 38/ 484، برقم 23498، وابن ماجه، كتاب الزهد، باب الحكمة، برقم 4171، وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه، 3/ 364، وفي سلسة الأحاديث الصحيحة، برقم 401. [2] أخرجه الديلمي في مسند الفردوس، 1/ 26/2، كما قاله الألباني، وحسنه الألباني في سلسة الأحاديث الصحيحة في المجلد السادس، القسم الثاني، 6/ 820، برقم 2839، وفي المجلد الثالث، ص 408، برقم 1421. [3] أنظر: مدارج السالكين، لابن القيم، 2/ 434، وكتاب الغفلة للمؤلف، ص8. [4] سورة الأعراف، الآيتان: 205. [5] تيسير الكريم الرحمن للسعدي، ص314. [6] انظر: كتاب الغفلة للمؤلف، ص15.