لو قدر على الصلاة مع الجماعة لما تركها، فهذا يكمل له أجره؛ لأن من كان عازماً على الفعل عزماً جازماً، وفعل ما يقدر عليه منه كان بمنزلة الفاعل [1]؛ لحديث أبي بردة - رضي الله عنه - عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً)) [2].
2 - يعصم الله بالصلاة مع الجماعة من الشيطان؛ لحديث معاذ بن جبل - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الشيطان ذئب للإنسان كذئب الغنم [3]، يأخذ الشاة القاصية، والناحية [4]، وإياكم والشعاب، وعليكم بالجماعة [5]، والعامة)) [6]؛ ولحديث أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((ما من ثلاثة في قرية ولا بدوٍ لا تقام فيهم الصلاة، إلا قد استحوذ عليهم الشيطان، فعليكم بالجماعة، فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية)) [7].
3 - يزيد فضل الصلاة مع الجماعة بزيادة عدد المصلين؛ لحديث أبيّ بن كعب - رضي الله عنه -، وفيه: (( ... إن صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل، وما كثر فهو أحب إلى الله - عز وجل -)) [8]. وهذا يرغب في الصلاة مع الجماعة الكثيرة مع [1] انظر: فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، 23/ 236، وكتاب الصلاة، لابن القيم، ص85، والاختيارات العلمية من الاختيارات الفقهية، لشيخ الإسلام ابن تيمية، ص102، والإحكام شرح أصول الأحكام، للعلامة عبد الرحمن بن محمد بن قاسم، 1/ 346، وحاشية الروض المربع له، 2/ 260، والشرح الممتع لابن عثيمين، 4/ 206. [2] البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب يكتب للمسافر مثل ما كان يعمل في الإقامة، برقم 2996. [3] كذئب الغنم: يعني أن الشيطان مفسد للإنسان مهلك له، بإغوائه كإفساد الذئب إذا أرسل في قطيع من الغنم. الفتح الرباني مع بلوغ الأماني، للبنا، 5/ 175. [4] الناحية، التي غفل عنها وبقيت في جانب منفرد، الفتح الرباني مع بلوغ الأماني، 5/ 176. [5] وعليكم بالجماعة: أي الزموا ما عليه جماعة أهل السنة في كل شيء، ومن ذلك الجماعة في الصلاة، الفتح الرباني مع بلوغ الأماني، 5/ 176. [6] أخرجه أحمد في المسند، 5/ 243، وقال عنه البنا في بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني،
5/ 176: ((وسنده جيد)). [7] أبو داود، برقم 547،والنسائي، برقم 847،وأحمد، 6/ 446،وتقدم تخريجه في وجوب صلاة الجماعة. [8] أبو داود، برقم 554، والنسائي، برقم 843، وتقدم تخريجه في وجوب صلاة الجماعة.