وقال آخر:
صلاتك نورٌ والعباد رقودٌ ... ونومك ضد للصلاة عنيد
وعمرك غُنمٌ إن عقلت ومهلةٌ ... يسيرُ ويفنى دائباً ويبيد (1)
وقال بعض الصالحين:
عجبتُ من جسمٍ ومن صحةٍ ... ومن فتىً نام إلى الفجر
فالموتُ لا تؤمن خطفاتُهُ ... في ظلم الليل إذا يسرِي
من بين منقول إلى حفرةٍ ... يفترش الأعمال في القبر
وبين مأخوذٍ على غِرَّةٍ ... بات طويل الكبر والفخر
عاجله الموتُ على غفلةٍ ... فمات محسوراً إلى الحشرِ (2)
4 - اغتنام الصحة والفراغ؛ ليكتب له ما كان يعمل؛ لحديث أبي موسى - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا مرض العبد أو سافر كُتب له مثلُ ما كان يعمل مقيماً صحيحاً)) [3].
فينبغي للعاقل أن لا يفوته هذا الفضل العظيم، فيجتهد في حال الصحة، والفراغ، والإقامة في الأعمال
(1) قيام الليل لمحمد بن نصر، ص42، والتهجد وقيام الليل لابن أبي الدنيا، ص329.
(2) التهجد وقيام الليل، لابن أبي الدنيا، ص33، وقيام الليل لمحمد بن نصر، ص92. [3] البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب يكتب للمسافر ما كان يعمل في الإقامة، برقم 2996.