وعن عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - قال: سجد النبي فأطال السجود ثم رفع رأسه فقال: ((إن جبريل - عليه السلام - أتاني فبشرني فقال: إن الله - عز وجل - يقول: ((من صلى عليك صليت عليه، ومن سلم عليك سلمت عليه، فسجدت لله - عز وجل - شكراً)) [1].
وعن البراء بن عازب - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث عليَّاً إلى اليمن - فذكر الحديث - قال: فكتب عليٌّ بإسلامهم، فلما قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكتاب خرَّ ساجداً شكراً لله تعالى على ذلك [2].
وقد سجد كعب بن مالك - رضي الله عنه - لما سمع صوت البشير بتوبة الله عليه [3]. وسجد علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - شكراً لله حينما وجد ذا الثدية في قتلى الخوارج [4].
والصواب أنه كسجود التلاوة فلا يشترط له ما [1] أحمد في المسند،1/ 191،وحسنه الألباني في مشكاة المصابيح،1/ 296،برقم 937. [2] البيهقي، في السنن الكبرى، 2/ 369، وأصله في صحيح البخاري، [برقم4092 نسخة البغا]، قال البيهقي: أخرج البخاري صدر هذا الحديث ... وسجود الشكر صحيح على شرطه. السنن الكبرى،2/ 369. [3] متفق عليه: البخاري، برقم4418، ومسلم، برقم 53 - (2769). [4] أحمد في المسند، 1/ 107 - 108و147 وحسنه الألباني في الإرواء، برقم 476.