الدليل الثالث: حديث عوف بن مالك - رضي الله عنه -، قال: دخل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسجد وبيده عصا وقد علَّق رجل قِنو حشفٍ، فجعل يطعن بالعصا في ذلك القنو وقال: ((لو شاء رب هذه الصدقة تصدَّق بأطيب منها)) وقال: ((إن رب هذه الصدقة يأكل حشفاً يوم القيامة)) [3]. الدليل الرابع: حديث وائل بن حجر، وفيه أن رجلاً أعطى في الصدقة بعيراً مهزولاً، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (( ... اللهم لا تبارك فيه ولا في إبله)) فبلغ ذلك الرجل فجاء بناقة حسناء، فقال: أتوب إلى الله - عز وجل - وإلى نبيه - صلى الله عليه وسلم -، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهم بارك فيه وفي إبله)) [4]. وهذا الحديث وإن كان في زكاة الفريضة، ولكن [1] سورة آل عمران، الآية: 92. [2] سورة البقرة, الآية: 267. [3] النسائي، برقم 2492، وأبو داود، برقم 1608، وابن ماجه، برقم 1486 - 1848، وحسنه الألباني في صحيح سنن أبي داود، 1/ 447، وتقدم تخريجه في زكاة الخارج من الأرض. [4] النسائي، برقم 2457، وصحح إسناده الألباني في صحيح سنن النسائي، 2/ 185، وتقدم تخريجه في زكاة بهيمة الأنعام.