responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشفاعة في الحديث النبوي نویسنده : المحمدي، عبد القادر    جلد : 1  صفحه : 50
وهذا نوع من الترغيب في الطاعات والا فالنصوص صريحة في أن الشفاعة تشمل من مات موحداً، وان لم يعمل صالحا قط يقول الله تعالى ((أن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)) [1] ويقول - صلى الله عليه وسلم - ((اخرجو من النار من قال لا اله الا الله ولم يعمل خيراً قط .. )) [2].
ولا ارى تفسيرا لقول صاحب الظلال الذي مر إلا انه اعتبر الشهادتين من ضمن العمل الصالح -والله اعلم-.
وهذا ما يفهم من صنيع الامام الطبري - في تفسيره-فإنه لما ذكر القول السابق لإبن عباس -رض الله عنهما -اردف كلامه بقوله صلى الله عليه وسلم:- ((أن شفاعتي لمن مات من امتي لا يشرك بالله شيئاً)) [3].
وقد جاءت الاثار مستفيضة تقرر أن الشفاعة مشروطة بالعهد [4]، وحرص النبي - صلى الله عليه وسلم - لعمه على القول بلا اله الا الله- حتى يستطيع أن يشفع له [5] خير دليل على ذلك.
ثم أن العهد لو كان يعني العمل الصالح لما تمكن النبي من التشفع لعمه لعدم استطاعته العمل لأنه في سكرات موته! فلماذا علق النبي - صلى الله عليه وسلم - الشفاعة على الشهادتين أن لم تكن شرطاً فيها فلا شفاعة لمن لم يكن من اهل العهد.
فمن وافقت شهادته وحدانية الله شهد الله له بالمغفرة والعفو [6] وقد استدل الفخر الرازي على صحة القول بأن العهد يعني ((لا اله الا الله محمد رسول الله)) من وجوه منها:
الأول: أن قوله الا من اتخذ عند الرحمن عهداً نكرة في ظرف الثبوت وذلك لا تفيد الا تفيد الا عهداً واحداً ... فوجب أن يكون ذلك العهد الواحد الذي يفيد تلك الشفاعة هو الايمان وقول لا اله الا الله.
الثاني: إن جماعة من المفسرين قالوا في تفسير قوله تعالى ((واوفوا بعهدي اوفِ

[1] النساء /48.
[2] انظر الحديث رقم (14).
[3] انظر تخريجه برقم (15).
[4] انظر مطلب شفاعة الشهادتين في هذا البحث، صفحة 88.
[5] انظر حديث رقم (55).
[6] انظر التفسير الكبير، الرازي 3/ 41.
نام کتاب : الشفاعة في الحديث النبوي نویسنده : المحمدي، عبد القادر    جلد : 1  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست