نام کتاب : الشفاعة في الحديث النبوي نویسنده : المحمدي، عبد القادر جلد : 1 صفحه : 52
المبحث السابع
مواضع الشفاعة
الشفاعة مظهر من مظاهر الرحمة الالهية، ولما كانت كذلك فالرحمة لا تختص بمكان واحد ولا زمان واحد ولا شخص واحد والادلة على ذلك موفورة، والمواضع التي تحل الشفاعة بها هي ستة:
الموضع الأول:-
عند الموت: واعني بالموت موت المشفوع له، وتكون الشفاعة هنا بشكل الدعاء الغيبي - وهي على قسمين:
القسم الاول: الشفاعة عند الاحتضار:-
والاحتضار هو احتضار الروح للانتقال من الحياة الدنيا إلى حياة البرزخ وهذه الشفاعة هي اول أنواع الشفاعات الاخروية فقد صح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ((لقنوا موتاكم لا اله الا الله فانه من كان اخر كلامه لا اله الا الله عند الموت دخل الجنة يوماً من الدهر وان اصحابه قبل ذلك من اصحابه)) [1]. فهذه الشفاعة التي تحل على المسلم -شفاعة كلمة التوحيد- يكون نفعها في اخراجه من النار مهما عذب، هذا فضلاً على انها قد تشفع لصاحبها فتنفذه من النار اصلاً، ((أن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء [2]).
القسم الثاني: الشفاعة لمن مات ولم يدفن بعد:-
وهي عند الصلاة عليه، فالمسلم الذي يصلي عليه امة من الناس، هذه الامة مسلمة وهي مؤهلة لان تشفع، وقصدوا شفاعتهم للميت، فإن الله تعالى يشفعهم فيه، فقد جاء من حديث انس بن مالك رضي الله عنه مرفوعاً: ((ما من ميت يصلي عليه امة من المسلمين يبلغون أن يكونوا مائة فيشفعوا له الا شفعوا)) [3]، ولعل الصلاة تكون على الميت وهو في [1] اخرجه ابن حبان (3004). [2] النساء/48، وانظر فصل شفاعة كلمة التوحيد ص88 من هذا البحث. [3] انظر تخريجه برقم (81).
نام کتاب : الشفاعة في الحديث النبوي نویسنده : المحمدي، عبد القادر جلد : 1 صفحه : 52