نام کتاب : الشفاعة في الحديث النبوي نویسنده : المحمدي، عبد القادر جلد : 1 صفحه : 91
والبعض كالريح ... وهكذا. فناجٍ مخدوش أو ساقط مكدوس -والعياذ بالله- وهذه الشفاعة من الشفاعات العامة التي يشارك النبي - صلى الله عليه وسلم - غيره فيها كألانبياء الصالحين وغيرهم [1].
وقد عدها من شفاعات النبي - صلى الله عليه وسلم - الكثير من أهل العلم: ((كالقاضي عياض، والقرطبي، والنووي، وإبن تيمية، وإبن كثير، وإبن أبي العز، والحافظ إبن حجر)) [2] وغيرهم.
النوع السادس: شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - لبعض أهل النار في ان يخرجوا منها:-
إن من مات من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - ولم يرتكب كبيرة في حياته أو ارتكب فتاب توبة نصوحا. أولئك يدخلون الجنة من أول الامر دون عذاب -برحمه الله- إلا من شاء الله- واما الذين يسقطون في جهنم فانهم أولئك الذين ماتوا مصرين على كبائرهم ومعاصيهم وهؤلاء ثبتت شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - لهم وهو المراد بها هنا، فقد صح من حديث انس بن مالك - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((شفاعتي لأهل الكبائر من امتي)) [3].
وهذه الشفاعة لا تكون إلا لمن كان من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - أي كان من أهل العهد [4]. فلا يشفع النبي - صلى الله عليه وسلم - لأهل الكبائر إلا ان يكتون من امته، على ما هو عليه ظاهر الحديث. وهذا من عظيم رحمته - صلى الله عليه وسلم -، وشفقته على امته، وتكريم الله تعالى لهذه الامة، فمهما عمل المؤمن من أعمال دون الشرك فهو في المشيئة الالهية -ان شاء عفا عنه- ابتداء وان شاء عذبه، يقول تعالى ((إن الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)) [5].
وقد نص على ذلك جمهور أهل العلم من المسلمين، يقول أبو حنيفة -رحمه الله- ((وشفاعة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - حق لكل من هو من أهل الجنة وان كان صاحب كبيرة)) [6]، ونقل الباقلاني:- اجماع أهل السنة والجماعة على صحة شفاعته - صلى الله عليه وسلم - لأهل الكبائر فقال "اعلم ان أهل السنة والجماعة اجمعوا على صحة الشفاعة منه - صلى الله عليه وسلم - لأهل الكبائر من هذه [1] انظر ص80 من كتابنا هذا. [2] سبق ذلك مفصلاً في ص42. [3] انظر تخريجه برقم (58). وله شواهد برقم (59 - 66). [4] سبق ذلك ص37. [5] النساء /48. [6] الفقه الاكبر، شرح السمرقندي ص90.
نام کتاب : الشفاعة في الحديث النبوي نویسنده : المحمدي، عبد القادر جلد : 1 صفحه : 91