صلاة يوم , أو شهر هل حاله إلا مثل حال من لم يصل , فالذي لا يأبه بالصلاة , ولايهمه أن تفوته بلا عذر -كما قررنا- ما الذي يمنعه أن يستقل أو يستكثر من الترك؟ وفي التنزيل {أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة:32]. (1)
(1) قال ابن عطية في تفسيره (4/ 421): "والذي أقول أن الشبة بين قاتل النفس وقاتل الكل لا يطرد من جميع الجهات , لكن الشبه قد يحصل من ثلاث جهات , إحداها: القود فإنه واحد. والثانية: الوعيد فقد وعد الله قاتل النفس بالخلود في النار, وتلك غاية العذاب , فإن فرضناه يخرج من النار بعد بسبب التوحيد , فكذلك قاتل النفس إن لو اتفق ذلك. والثالثة: انتهاك الحرمة , فإن نفساً واحدةً في ذلك وجميع الأنفس سواء, والمنتهك في واحدة ملحوظ بعين منتهك الجميع .... "