responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأحكام الشرعية للثورات العربية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 227
وعَنِ المَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، قَالَ: لَقِيتُ أَبَا ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ، وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ، وَعَلَى غُلاَمِهِ حُلَّةٌ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنِّي سَابَبْتُ رَجُلًا فَعَيَّرْتُهُ بِأُمِّهِ، فَقَالَ لِي النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «يَا أَبَا ذَرٍّ أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ؟ إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ، إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ، فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ، وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ، وَلاَ تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ» (1)
وقد أصبحت هذه الجاهلية تسود واقع المجتمعات في العالم الإسلامي وتتحكم في العلاقات بين فئات المجتمع سياسيا واقتصاديا واجتماعيا على نحو غير مسبوق!
• أو جاهلية السلوك وانحلال القيم الأخلاقية كما قال تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب:33]
وشيوع حالة من التحلل الأخلاقي والفراغ الروحي!
وقد عاد الإسلام اليوم غريبا بين أهله كما بدأ، عن كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مِلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ الدِّينَ بَدَأَ غَرِيبًا وَيَرْجِعُ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ الَّذِينَ يُصْلِحُونَ مَا أَفْسَدَ النَّاسُ مِنْ بَعْدِي مِنْ سُنَّتِي» [2].
ومع ذلك كله فهذه الأحوال الجاهلية التي تعيشها الأمة اليوم سياسيا واقتصاديا وتشريعيا وأخلاقيا واجتماعيا، لا تخرج هذه المجتمعات عن كونها شعوبا إسلامية، ومجتمعات مسلمة، ولا عن كون أهلها مسلمين مستضعفين، تتحكم فيهم الجاهلية العالمية وتؤثر بهم، وتسوس شئونهم، بسبب ضعفهم وسيطرة العدو الأجنبي على شئونهم من جهة، وعجزهم عن تدبر هدايات الكتاب والسنة من جهة أخرى، ولا يمكن وصف دولهم وحكوماتهم بأنها إسلامية إلا على سبيل المجاز لا على الحقيقة، أي بحسب ما كانت عليه، أو بحسب ما يجب أن تكون عليه، أو لكونها تحكم شعوبا إسلامية، وكل ذلك مجاز لا

(1) - صحيح البخاري (1/ 15) (30)
[2] - سنن الترمذي ت شاكر (5/ 18) (2630) حسن لغيره
نام کتاب : الأحكام الشرعية للثورات العربية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 227
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست