responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأحكام الشرعية للثورات العربية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 236
حقوقها ومصالحها وأرضها، وكما قال ابن تيمية رحمه الله: (وَأَمَّا قِتَالُ الدَّفْعِ فَهُوَ أَشَدُّ أَنْوَاعِ دَفْعِ الصَّائِلِ عَنْ الْحُرْمَةِ وَالدِّينِ فَوَاجِبٌ إجْمَاعًا فَالْعَدُوُّ الصَّائِلُ الَّذِي يُفْسِدُ الدِّينَ وَالدُّنْيَا لَا شَيْءَ أَوْجَبَ بَعْدَ الْإِيمَانِ مِنْ دَفْعِهِ فَلَا يُشْتَرَطُ لَهُ شَرْطٌ بَلْ يُدْفَعُ بِحَسَبِ الْإِمْكَانِ.) (1)
ــــــــ

خامساً- معرفة حدود المقدور عليه في تغيير الواقع:
تأتي القضية الرابعة التي يجب على المصلح معرفتها وتقديرها حق قدرها ألا وهي معرفة حدود المقدور له فردا كان أو جماعة بحسب المتاح له زمانا ومكانا وإمكانات، فهنا يجب تحديد الأهداف والوسائل، وهي في مجال الإصلاح السياسي على ثلاث درجات: إصلاح كلي على مستوى الأمة، أو إصلاح كلي على مستوى قطر من الأقطار، أو إصلاح جزئي، وهي على النحو التالي:
1 - الغاية المثلى والهدف الأقصى أن تعود (أمة واحدة وخلافة راشدة).
وهذه لا يمكن بداهة أن تكون هدفا لفرد، ولا لجماعة قطرية، إذ هو هدف يشترك فيه المسلمون كلهم، على اختلاف بلدانهم، ولا يتصور أن يتحقق إلا بالأمة كلها، أو أكثرها، من خلال حكوماتها التي تمثلها، كلها أو أكثرها، فكل من يعيش حلم عودة الخلافة دون وجود الوسيلة والأداة السياسية لتحقيق هذا الهدف، وهو وصوله للسلطة في أكثر الأقطار فهو واهم، وكذلك لا يمكن تحقيق هذا الهدف الأقصى ما لم تتوفر الشروط الموضوعية له وهي:
• تحرر الأمة وأقطارها كلها أو أكثرها، من الاحتلال والنفوذ الأجنبي، فلن تقوم خلافة في ظل احتلال العدو للأرض، ووجود قواعده العسكرية في كل بلد!
• تحرر إرادة الأمة من الاستبداد الداخلي، وإقامتها لحكوماتها الإسلامية، التي تمثلها وتختارها، وتعبر عن إرادتها، فلا يتصور أن تقوم الحكومات التي أوجدها الاستعمار الغربي على أنقاض الخلافة بإعادتها، أو أن تقوم حكومات علمانية لا تؤمن بالإسلام بتحقيق هذا الهدف!

(1) - الفتاوى الكبرى لابن تيمية (5/ 538) والمستدرك على مجموع الفتاوى (3/ 215)
نام کتاب : الأحكام الشرعية للثورات العربية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 236
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست