responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأحكام الشرعية للثورات العربية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 426
وجاء الخطاب السلطاني؛ اليوم ليعيد المسلمين إلى حظيرة العبودية بكل أشكالها، لخدمة الآلهة البشرية - الملوك والرؤساء - في الخضوع لهم وعدم الاعتراض عليهم، والتذلل بين يديهم، لكون طاعتهم من طاعة الله ورسوله، مهما حاربوا الله ورسوله أو صادروا أحكام القرآن و "حقوق الإنسان"؟!
وبلغ تأله الأصنام البشرية أن نازعوا الله في أخص خصائص الربوبية، كما في قوله تعالى: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأنبياء:23]، {وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [القصص:70]،كما تنازعه الآلهة الحجرية - القبور والأضرحة - بأخص خصائص ألوهيته {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ} [العنكبوت:56]!
جاء الخطاب القرآني؛ بالتوحيد الخالص، فلا إله إلا الله، ولا ملك إلا الله، ولا مالك إلا الله، ولا خالق إلا الله، ولا حاكم إلا الله، ولا رب إلا الله، كما قال تعالى: {وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ} [النمل:91]، {لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [البقرة:107]، {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف:54]، {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف:40]،فهو سبحانه {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3)} [الناس:1 - 3].
وجاء الخطاب السلطاني؛ ليجعل مع الله آلهة أخرى من الأصنام البشرية - الرؤساء والعلماء - يخضع الجميع لحكمهم ويسلموا لقولهم، مهما بدا بطلانه واضحا وتناقضه فاضحا، فتحالف الفريقان - السلطان والرهبان - ليعطلوا هدايات القرآن من أجل أهواء السلطان، فإذا هم أرباب من دون الله، كما في قوله تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} [التوبة:31]،يحلون الحرام ويحرمون الحلال ويشايعون أهواء الملوك، فإن شاءوا صار القتال جهادا، وإن شاءوا صار إرهابا، فطاعتهم من طاعة الله!
جاء الخطاب القرآني؛ بالعدل والقسط، {قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ} [الأعراف:29]،وجعل الغاية من أحكامه وتشريعاته أن يقوم الناس بالقسط، {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ} [الحديد:25]،فالجميع تحت حكم الله

نام کتاب : الأحكام الشرعية للثورات العربية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 426
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست