أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ} [1][2].
ويدل عليه حديث أبي هريرة أن أولاد المسلمين في الجنة، ((وأن أحدهم يلقى أباه فيأخذ بثوبه أو بيده فلا يتركه حتى يدخله الله وأباه أو قال: أبويه الجنة)) [3]. وسمعت شيخنا الإمام ابن باز رحمه الله يقول: ((أجمع المسلمون على أن أولاد المسلمين في الجنة، أما أولاد الكفار ففيهم خلاف، وأصح ما قيل فيهم أنهم يمتحنون يوم القيامة، أو هم من أهل الجنة بدون امتحان وهو أصح)) [4]. وهو الصواب [5]؛ لحديث سمرة بن جندب - رضي الله عنه - في الحديث الطويل وفيه: ((وأما الرجل الطويل الذي في الروضة فإنه إبراهيم، وأما الولدان الذين حوله فكل مولود مات على الفطرة)) فقال بعض المسلمين: يا رسول الله: وأولاد المشركين؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((وأولاد المشركين)) [6].
23 - من تصبّر ودرّب نفسه على الصبر صبَّره الله وأعانه وسدّده؛ لحديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفيه: ((ومن يستعفف يعفّه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبَّر يصبّره الله، وما أعطي أحدٌ عطاءً خيراً وأوسع من الصبر)) [7]. [1] سورة الطور، الآية: 21. [2] شرح النووي على صحيح مسلم، 16/ 421. [3] مسلم، كتاب البر والصلة، باب فضل من يموت له ولد، فيحتسبه، برقم 2635. [4] سمعته أثناء تقريره على صحيح البخاري، الحديث رقم 1381، و1382. [5] انظر: فتح الباري لابن حجر، 3/ 246. [6] البخاري، كتاب التعبير، باب الرؤيا بعد صلاة الصبح، برقم 7047. [7] متفق عليه: البخاري، كتاب الزكاة، باب الاستعفاف عن المسألة، برقم 1469، وكتاب الرقاق، باب الصبر عن محارم الله، برقم 6470،ومسلم، كتاب الزكاة، باب فضل التعفف والصبر، برقم 1053.