مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: بينما أنا أمشي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر بقبور المشركين فقال: ((لقد سبق هؤلاء خيراً كثيراً)) ثلاثاًً، ثم مر بقبور المسلمين، فقال: ((لقد أدرك هؤلاء خيراً كثيراً)) وحانت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نظرة فإذا رجل يمشي في القبور عليه نعلان فقال: ((يا صاحب السبتيتين ويحك ألق سبتيتيك)) فنظر الرجل فلما عرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلعهما فرمى بهما)) [1]؛ولحديث علي - رضي الله عنه - قال: قلت للنبي - صلى الله عليه وسلم -:إن عمك الشيخ الضال مات فمن يواريه؟ قال: ((اذهب فوارِ أباك ولا تُحدثنَّ حدثاً حتى تأتيني)) فواريته ثم جئت فأمرني فاغتسلت، ودعا لي، وذكر دعاءً لم أحفظه)) [2].
الأمر الخامس: السنة الدفن في المقبرة؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يدفن الموتى في مقبرة البقيع، كما تواترت بذلك الأخبار، ولم ينقل عن أحد من السلف أنه دفن في غير المقبرة، إلا ما تواتر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دفن في حجرته، وذلك من خصوصياته - صلى الله عليه وسلم - [3]. الأمر السادس: الشهداء يدفنون في أماكن استشهادهم في أرض المعركة ولا ينقلون إلى المقابر؛ لحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: خرج رسول [1] أبو داود، كتاب الجنائز، باب المشي في النعل بين القبور، برقم 3230، والنسائي، كتاب الجنائز، باب كراهية المشي بين القبور في النعال السبتية، برقم 2047، وابن ماجه، كتاب الجنائز، باب ما جاء في خلع النعلين بين المقابر، برقم 1568، وأحمد، 5/ 83، وحسنه الألباني في صحيح سنن النسائي،
2/ 70، وفي أحكام الجنائز، ص173. [2] النسائي، كتاب الجنائز، باب مواراة المشرك، برقم 2005، وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي، 2/ 59. [3] انظر: أحكام الجنائز للعلامة الألباني، ص173 - 175، وقد أورد أدلة على ذلك في هذا الموضوع، والشرح الكبير، 6/ 238.