السبب السابع: حسن الظن بالله - عز وجل - من أسباب حسن الخاتمة، وسوء الظن بالله من أسباب سوء الخاتمة، فينبغي للعبد أن يعلم أن الله - عز وجل - لا يظلم مثقال ذرة، ولا يظلم الناس شيئاً، وهو عند ظن عبده به؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني ... )) [2].
وعن جابر - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل وفاته بثلاث يقول: ((لا يمُوتنَّ أحدكم إلا وهو يُحسن الظن بالله)) [3].
السبب الثامن: معرفة ما أعده الله - عز وجل - من النعيم المقيم للمؤمنين، من أسباب حسن الخاتمة؛ لأن هذا العلم يَحثُّ على العمل، والاستقامة على طاعة الله - عز وجل - رغبة فيما عنده - عز وجل - من الثواب، قال الله - عز وجل -: {وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِندَ الله خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلا تَعْقِلُونَ} [4].
فينبغي للمسلم أن يعلم أن مستقر أرواح المؤمنين في الحياة البرزخية في الجنة، فعن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، عن الشافعي، عن مالك، عن [1] متفق عليه: البخاري، كتاب المرضى، باب ما جاء في كفارة المرض، 7/ 3، برقم 5641، ومسلم واللفظ له، كتاب البر والصلة والآداب، باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن أو نحو ذلك حتى الشوكة يشاكها، 4/ 1993، برقم 2573. [2] متفق عليه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: البخاري، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى:
{وَيُحَذِّرُكُمُ الله نَفْسَهُ وَالله رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ} [آل عمران: 30]، 8/ 216، برقم 7405، ومسلم، كتاب الذكر والدعاء، 4/ 2061، برقم 2675. [3] مسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب الأمر يحسن الظن بالله تعالى عند الموت،
4/ 2205، برقم 2877. [4] سورة القصص، الآية: 60.