responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نظم قواعد الإعراب نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 8
إذا لا يقال يا الرحمن يا الكريم وإنما يقال يا كريم يا رحمن ونقول في لفظ الجلالة يا الله فتثبتتْ أل, فدل على أنها لازمة وليست بزائدة, والصواب: أنه مشتقٌ الصحيح أنه مشتق, ودليل الاشتقاق: أن معناه كما نقل عن ابن عباس رضي الله عنهما (الله ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين) ففسَّر (الله) ذو الألوهية يعني صاحب الألوهية كما نقول الرحمن يعني صاحب الرحمة الغفور صاحب المغفرة فقال (الله ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين) فالله أصله على هذا مشتق من الإله والإله فعال بمعنى مفعول الإله بمعنى مألوه مشتق من أيضا إله مشتق من أَلَهَ يأله إلاهً وألوهة, وألَه بمعنى عبد واستدلوا لذلك بقول رؤبة:
للَّهِ درّ الغانيات المدَّهِ ... سبَّحن واسترجَعن من تألهي
يعني من تعبدي, فذكر المصدر فدل على إذا ثبت على المصدر صح اشتقاق الفعل منه الفعل الماضي والمضارع والأمر, والذي يؤكد هذا أنه مشتق قوله جل وعلى (وهو الله في السموات وفي الأرض) [الأنعام/3] وقال في موضع آخر القرآن يفسر بعضه بعضا (وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله) [الزخرف/84] إذا جمعت بين الآيتين علمتَ أن معنى قوله (وهو الله في السموات) أي الإلهُ الذي يعبد في السموات, وهو أيضا هو الإله الذي يعبد في الأرض (وهو الله في السموات) أيضاً من جهة إعرابية (هو الله) مبتدأ وخبر (في السموات) جار ومجرور متعلق بلفظ الجلالة.
* ومن المتقرر عند النحاة: أن الجار والمجرور لا يتعلق إلا بالفعل أو ما فيه رائحة الفعل.
لا بدَّ للجار من التعلقِ ... بفعلٍ أو معناه نحو مرتقي
فلما تعلق (في السموات) لقوله الله علمنا أن لفظ الجلالة مشتق لأن الجار والمجرور لا يتعلق إلا بمشتق إذاً نقول الله الصواب: أنه مشتق وهو دال على الذاتِ ودال على الصفةِ, وهذه الصفة هي الألوهية ما معنى الألوهية يعني العبودية.
أحمد ربي الله أحمد ربي الله جل منعما (جل) هذا فعل ماضٍ جل يجل جلالاً وجلالةً فهو جليل وجل بمعنى عظمَ والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على الله (منعماً) هذا حال من فاعل جل يعني جل ربنا حال كونه منعما (أخرج من جهل وجل من عمى) كأنه فسر بعضَ ذلك الإنعام على الخلق فقال (أخرج من جهل) وأعظم نعمة على الإنسان أن يخرج من جهل الكفرِ والبدعِ والمعاصي إلى نورِ الإيمانِ والطاعة.
(أخرج من جهل) هذا قد يشير الناظم إلى قوله جل وعلى (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا) [النحل/78] لا تعلمون شيئا هذا هو حقيقة الجهل لأن الجهل حدُّه عدم العلم.
والجهل جاء في المذهب المحمودِ ... هو انتفاء العلم بالمقصودِ
عدم العلم هو الجهل سواء كان الجهل جهل بسيطاً أم جهلاً مركباً (أخرج من جهل) إذا أجل نعمة أنعم بها الرب جل وعلى على العباد أن أخْرجهم من جهل الكفر إلى نور الإيمان.
وجل من عمى (وجل) يعني أظهر (والنهار إذا تجلى) [الليل/2] يعني إذا ظهر وبان وجل من عمى هو بمعنى قوله أخرج من جهل.

نام کتاب : شرح نظم قواعد الإعراب نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست