نام کتاب : شرحا أبي العلاء والخطيب التبريزي على ديوان أبي تمام دراسة نحوية صرفية نویسنده : إيهاب سلامة جلد : 1 صفحه : 34
في غير موضعه، حتى إن زهيرا لونبش عنه المقابر لصرخ بالعويل والنحيب، وأن كلامه أقرب إلى تفسير بُقْرَاط الطبيب منه إلى الشعر؛ (...) وأبوتمام بلغ به نبو الذوق أن وصف حبيبته بصفات لم يجتمع أمثالها في موطن لولا صفات في كتاب الباه)) [1].
ونرى أن ما اتُّهم به أبوتمام، وأخذه عليه النقاد من استعماله للبديع، واستعماله الغريب المصدود عنه من الكلمات والأسماء والأمكنة كان فيه الخير الكثير للغة؛ فقد اضطر الشارحون للديوان إلى تجنيد كل ثقافتهم، لا أقول اللغوية فقط بل الفقهية والفلسفية والتاريخية والجغرافية والصوتية والنباتية والبلاغية لشرح شعر أبي تمام؛ ففازت اللغة بشروح قيمة مفيدة وممتعة، والمتأمل في الشروح اللغوية للديوان يخرج بمادة صرفية ونحوية ودلالية قيمة.
(4) مؤلفاته:
حينما انتشرت نزعة التجديد في الشعر على عهد العباسيين؛ تغير ذوق الأدباء؛ فلم يعد أحد يطيق الصبر على قراءة القصائد الطوال، بل اكتفوا بتذوق القطع المختارة؛ فظهرت اختيارات كثيرة لتلبية هذه الرغبة، مرتبة على معاني الشعر، وأقدم هذه الاختيارات ما جمعه أبو تمام. واقتصر اختياره على شعراء الجاهلية وصدر الإسلام [2]. وهذه الاختيارات ـ المعروفة الآن بكتاب الحماسة ـ هي
((السبب الأساسي في مجد أبي تمام وشهرته، حتى قال شارحه التبريزي: إن أبا تمام في حماسته أشعر منه في شعره)) [3]. وجمع منافس أبي تمام البحتري (المتوفي 284هـ) مختارت سميت أيضا الحماسة ((ولم تنل حماسة البحتري هذه من الذيوع والنجاح ما نالته حماسة أبي تمام)) [4].
ويذكر الذهبي أن له أيضا كتاب ((فحول الشعراء)) [5]. [1] هذا الاقتباس بتخريجه نقلا عن كارل بروكلمان: [2/ 73]. [2] تاريخ الآداب العربية: كارل بروكلمان، [2/ 77]. [3] تاريخ الآداب العربية: كارل بروكلمان، [2/ 71 ـ 72]. [4] تاريخ الآداب العربية: كارل بروكلمان، [1/ 81]. [5] سير أعلام النبلاء: [11/ 68].
نام کتاب : شرحا أبي العلاء والخطيب التبريزي على ديوان أبي تمام دراسة نحوية صرفية نویسنده : إيهاب سلامة جلد : 1 صفحه : 34