البواقي. وكذلك استشهد بالعديد من أقوال العرب وأمثالهم وحكمهم.
ونلاحظ أن الركن لم يذكر في كتابه هذا من الأحاديث سوى حديث واحد، وهو قوله -صلى الله عليه وسلم- على لهجة بعض العرب: "ليس من امبِرِّ امصيِامِ في امسفَرِ". وأنشده شاهدًا على أنّ بعض العرب يبدلون لام التعريف ميمًا.
وركن الدين بعد أن يفرغ من شرح المسألة الصرفية يورد ما قيل فيها من أقوال ومذاهب ثم يناقشها مناقشة علمية جادة تدل على رجاحة عقله وسعة أفقه واطلاعه، ثم يختار لنفسه ما يراه راجحًا -من وجهة نظره- مؤيِّدًا اختياره بالدليل والبرهان والشاهد، كما سنوضح ذلك في المبحث الخاص بالمسائل الخلافية في كتابه في هذا الفصل إن شاء الله تعالى.
ويعرض الرجل في كتابه جميع اللهجات العربية الواردة عن العرب في الظاهرة اللغوية التي يعالجها، وكان في الأعمّ الأغلب ينسب اللهجة إلى القبيلة التي تتكلّم بها، كما سيأتي.
والرجل يهتمّ اهتماما عظيمًا بتفسير الألفاظ اللغوية الصعبة التي تحتاج إلى تفسير، ومما يؤيد ذلك قوله: "القاصعاءُ: جحر من جحرة اليربوع، وهو الباب الذي يقصع فيه؛ أي: يدخل فيه. والنافقاءُ: إحدى جحرة اليربوع يكتمها ويظهر غيرها ويعدها لهروبه. والداماء: إحدى جحرة اليربوع التي يدمها بالتراب؛ أي: يطلي رأسه به.