غفل عن ذلك فقصد اللغة الأخرى وهي "حُبُك" بضم الحاء والباء[1] وهذا التداخل في كلمة لكن التداخل أكثر ما يكون من كلمتين؛ فإنهم يقولون "قنِط يقنِط" بكسر النون في الماضي والمضارع، ولا يجيء "يَقْنُطُ" من "قَنِط" وكذا يقولون: "قنَط يقنَط" بفتح النون فيهما"[2] [ولا يجيء يَقْنَطُ من قنَط بفتح النون] [3] بل يجيء من قنِط -بكسر النون- يقنَط -بفتح النون- كعلِم يعلَم[4]، ويجيء من "قنّط" بفتح النون "يقنِط" بكسر النون[5]، كضرَب يضرِب؛ فأخذ الماضي من إحدى اللغتين والمضارع من اللغة الأخرى فقيل "قنط يقنط" بكسر النون وبفتحها فيهما[6]. وهذا التداخل شائع كثير، بخلاف الأول.
وإذا سقط بناءان من اثني عشر بقي عشرة أبنية، وأشار إلى عدها بقوله: "وهي فَعْل ... إلى آخرها".
1 "الحِبُك" عدها ابن جني قراءة أبي مالك الغفاري في قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ} في الذاريات/ 7. وقال: "وأما الحِبُك -بكسر الحاء وضم العين- فأحسبه سهوا، وذلك أنه ليس في كلامهم "فِعُل" بكسر الفاء وضم العين، وهو المثال الثاني عشر متن تركيب الثلاثي، فإنه ليس في اسم ولا فعل أصلا البتة. أو لعل الذي قرأ به تداخلت عليه القراءتان بالكسر "الحبك" والضم "الحبك". المحتسب: 3/ 283". وأشار ابن هشام في أوضح المسالك "3/ 303" إلى أن "الحبك" بكسر فضم، قراءة أبي السمال. [2] وهذه اللغة حكاها صاحب اللسان عن ابن جني "ينظر اللسان: قنط 5/ 3752". [3] ما بين المعقوفتين إضافة من "ق", "هـ". [4] وهذه اللغة -أعني: قَنِطَ يَقْنَط- حكاها صاحب اللسان أيضا عن ابن جني. "ينظر اللسان: "قنط": 5/ 3752". [5] ينظر المصدر السابق. [6] في "هـ": بفتح النون أو بكسر النون فيهما.