وإنما قال "على الأكثر" لأن أكثر الناس على أن النون أصلية؛ فوزنه فَعْلَلِيل[1] وذهب الأقلون إلى أن النون زائدة؛ فوزنه فَنْعَلِيل؛ فعلى هذا يكون رباعيا لا خماسيا. والحق هو الأول؛ لأن الحرف إذا تردد بين أصلي وزائد فالأصل أن يكون أصليا[2].
وقد عورض بأنه إذا ترددت الكلمة بين وزن -إذا فرض الحرف[3] المحتمل للزيادة أصليا- وبين وزن آخر -إذا فرض ذلك الحرف فيه[4] زائدا- ولم يكن مثال ذينك الوزنين5 "11" في أبنيتهم كان جعل ذلك الحرف زائدا أولى من جعله أصليا[6].
وأجيب عنه: أما أولا: فبأنا لا نسلم أن جعله زائدا أولى على إطلاقه حينئذ، بل أولى فيما يكون أمثلة المزيد فيه كثيرة كما في الثلاثي والرباعي، لا فيما يكون أمثلة المزيد فيه قليلة، كما في الخماسي[7]. [1] وهو مذهب سيبويه وجمهور البصريين "ينظر الكتاب: 4/ 303". [2] وهذا تعليل البصريين. "ينظر شرح نقره كار على الشافية، ضمن مجموعة الشافية: 2/ 19". [3] الحرف من "هـ". وفي الأصل، ق: الوزن.
4 "فيه": ساقطة من "ق".
5 في "ق": الوزن، ولعله سهو من الناسخ رحمه الله. [6] وهذا الاعتراض أورده الرضي أيضا في شرحه على الشافية "ينظر: 1/ 50". [7] وهذا الجواب ذكره الرضي أيضا. "ينظر: شرح الشافية: 1/ 50" ثم أورد اعتراضا على المصنف، حيث قال: "ولو قال المصنف بدل "خندريس": "برقعيد" لا ستراح من قوله "على الأكثر"؛ لأنه "فَعْلَلِيل" بلا خلاف، إذ ليس فيه من حروف "اليوم تنساه" شيء غير الياء، ويمكن أن يكون إنما لم يذكره لما قيل إنه أعجمي، ولو ذكر غلطميسا وجعفليقا لم يرد شيء؛ لأن حرف الزيادة غير غالب زيادته في موضعه فيهما". "المصدر السابق: 1/ 50, 51".